وقوله : قل يا قوم اعملوا على مكانتكم ؛ و " مكاناتكم " ؛ المعنى : " اعملوا على تمكنكم " ؛ ويجوز أن يكون المعنى : " اعملوا على ما أنتم عليه " ؛ ويقال للرجل إذا أمرته أن يثبت على حال : " على مكانتك يا فلان " ؛ أي : اثبت على ما أنت عليه. [ ص: 294 ] فإن قال قائل : فكيف يجوز أن يأمرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يقيموا على الكفر؛ فيقول لهم : " اعملوا على مكانتكم " ؟ فإنما معنى هذا الأمر المبالغة في الوعيد؛ لأن قوله لهم : فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدار إنه لا يفلح الظالمون ؛ قد أعلمهم أن من عمل بعملهم فإلى النار مصيره؛ فقال لهم : " أقيموا على ما أنتم عليه إن رضيتم العذاب بالنار " .
و " الحامي " : الذي حمى ظهره أن يركب؛ وأنعام لا يذكرون اسم الله عليها ؛ فأعلم الله - عز وجل - أن ذلك افتراء؛ أي : يفعلون ذلك افتراء عليه؛ وهو منصوب بقوله : " لا يذكرون اسم الله " ؛ وهذا يسميه " مفعولا له " ؛ وحقيقته أن قوله : " لا يذكرون " ؛ بمعنى " يفترون " ؛ فكأنه قال : " يفترون افتراء " .
سيبويه