وخبرتماني أنما الموت بالقرى ... فكيف وهاتا هضبة وقليب
أي : فكيف مات وليس بقرية؛ ومثله قول الحطيئة :
وكيف ولم أعلمهم خذلوكم ... على معظم ولا أديمكم قدوا
أي : فكيف تلومونني على مدح قوم؛ وتذمونهم؛ واستغنى عن ذكر " ذلك " ؛ مع ذكر " كيف " ؛ لأنه قد جرى في القصيدة ما يدل على ما أضمر؛ قال : " الإل " : العهد؛ و " الذمة " : ما يتذمم منه؛ وقال غيره : " الذمة " : العهد؛ وقيل في " الإل " ؛ غير قول؛ قيل : " الإل " : القرابة؛ وقيل : " الإل " : الحلف؛ وقيل : " الإل " : العهد؛ وقيل : " الإل " : اسم من أسماء الله؛ وهذا عندنا ليس بالوجه؛ لأن أسماء الله - جل وعز - معروفة معلومة؛ كما سمعت في القرآن؛ وتليت في الأخبار؛ قال الله - جل وعز - : أبو عبيدة ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ؛ فالداعي يقول : " يا الله؛ يا رحمن؛ يا رب؛ يا مؤمن؛ يا مهيمن " ؛ [ ص: 434 ] ولم يسمع " يا إل " ؛ في الدعاء؛ وحقيقة " الإل " ؛ عندي على ما توحيه اللغة : تحديد الشيء؛ فمن ذلك : " الإلة " : الحربة؛ لأنها محددة؛ ومن ذلك : " أذن مؤللة " ؛ إذا كانت محددة؛ و " الأل " ؛ يخرج في جميع ما فسر من العهد؛ والجوار؛ على هذا؛ وكذلك القرابة؛ فإذا قلت في العهد : " بينهما إل " ؛ فمعناه جوار يحاد الإنسان؛ وإذا قلته في القرابة فتأويله القرابة الدانية التي تحاد الإنسان.