[ ص: 453 ] وقوله - جل وعز - :
nindex.php?page=treesubj&link=28908_30515_30551nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=53قل أنفقوا طوعا أو كرها ؛ وإن شئت : " كرها " ؛ بالضم؛ هذا لفظ أمر؛ ومعناه معنى الشرط؛ والجزاء؛ والمعنى : أنفقوا طائعين؛ أو مكرهين؛ لن يتقبل منكم؛ ومثل هذا من الشعر قول
كثير :
أسيئي بنا أو أحسني لا ملومة ... لدينا ولا مقلية إن تقلت
فلم يأمرها بالإساءة؛ ولكن أعلمها أنها إن أساءت أو أحسنت فهو على عهدها؛ فإن قال قائل : كيف كان الخبر في معنى الأمر؟ قلنا : هو كقولك : " غفر الله لزيد " ؛ و " رحم الله زيدا " ؛ فمعناه : " اللهم ارحم زيدا " .
[ ص: 453 ] وَقَوْلُهُ - جَلَّ وَعَزَّ - :
nindex.php?page=treesubj&link=28908_30515_30551nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=53قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا ؛ وَإِنْ شِئْتَ : " كُرْهًا " ؛ بِالضَّمِّ؛ هَذَا لَفْظُ أَمْرٍ؛ وَمَعْنَاهُ مَعْنَى الشَّرْطِ؛ وَالْجَزَاءِ؛ وَالْمَعْنَى : أَنْفِقُوا طَائِعِينَ؛ أَوْ مُكْرَهِينَ؛ لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ؛ وَمِثْلُ هَذَا مِنَ الشِّعْرِ قَوْلُ
كُثَيِّرٍ :
أَسِيئِي بِنَا أَوْ أَحْسِنِي لَا مَلُومَةً ... لَدَيْنَا وَلَا مَقْلِيَّةً إِنْ تَقَلَّتِ
فَلَمْ يَأْمُرْهَا بِالْإِسَاءَةِ؛ وَلَكِنْ أَعْلَمَهَا أَنَّهَا إِنْ أَسَاءَتْ أَوْ أَحْسَنَتْ فَهُوَ عَلَى عَهْدِهَا؛ فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ : كَيْفَ كَانَ الْخَبَرُ فِي مَعْنَى الْأَمْرِ؟ قُلْنَا : هُوَ كَقَوْلِكَ : " غَفَرَ اللَّهُ لِزَيْدٍ " ؛ وَ " رَحِمَ اللَّهُ زَيْدًا " ؛ فَمَعْنَاهُ : " اَللَّهُمَّ ارْحَمْ زَيْدًا " .