قال: (ولا يجرمنكم شنآن قوم) فـ "الشنآن" متحرك مثل "الدرجان والميلان"، وهو من "شنئته" فـ "أنا أشنؤه" "شنآنا". وقال: (لا يجرمنكم) أي: لا يحقن لكم. لأن قوله: (لا جرم أن لهم النار) إنما هو حق أن لهم النار. قال الشاعر:
[ ص: 272 ]
(190) ولقد طعنت أبا عيينة طعنة جرمت فزارة بعدها أن يغضبوا
أي: حق لها.وقوله: (أن صدوكم) يقول: "لأن صدوكم" وقد قرئت: (إن صدوكم) على معنى "إن هم صدوكم" أي: "إن هم فعلوا" ولم يكونوا فعلوا. وقد يقول ذلك أيضا وقد فعلوا كأنك تحكي ما لم يكن؛ كقول الله تعالى: (قالوا إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل) وقد كان عندهم وقد وقعت السرقة.
وقال: (أن تعتدوا) أي: لا يحقن لكم شنآن قوم أن تعتدوا. أي: لا يحملنكم ذلك على العدوان. ثم قال: (وتعاونوا على البر والتقوى) .