(وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله) .
فرفع هذا لأنه كل ما كان من الفعل على "يفعل هو" و"تفعل أنت" و"أفعل أنا" و"نفعل نحن" فهو أبدا مرفوع لا تعمل فيه إلا الحروف التي ذكرت لك من: حروف النصب أو حروف الجزم والأمر والنهي والمجازاة. وليس شيء من ذلك ها هنا، وإنما رفع لموقعه في موضع الأسماء ومعنى هذا الكلام حكاية كأنه قال: استخلفناهم لا يعبدون" أي قلنا لهم: والله لا تعبدون. وذلك أنها تقرأ: يعبدون. و"تعبدون". قال: "وحفظا من كل شيطان مارد لا يسمعون إلى الملأ الأعلى ويقذفون" فإن شئت جعلت "لا يسمعون. مبتدأ، وإن شئت قلت: هو في معنى: أن لا يسمعوا فلما حذفت "أن" ارتفع كما تقول: أتيتك تعطيني وتحسن إلي وتنظر في حاجتي. ومثله: مره يعطيني، إن شئت جعلته على: فهو يعطيني، وإن شئت على :أن يعطيني. فلما ألقيت "أن" ارتفع؛ قال الشاعر [ طرفة بن العبد ]:
(110) ألا أيهذا الزاجري أحضر الوغى وأن أتبع اللذات هل أنت مخلدي
[ ص: 134 ] فـ "أحضر" في معنى: "أن أحضر".