831 - قال : فظلت أعناقهم لها خاضعين [4]
يزعمون أنها على الجماعات ، نحو : "هذا عنق من الناس" ، يعنون : الكثير ، أو ذكر كما يذكر بعض المؤنث لما أضافه إلى مذكر. قال الشاعر [ ]: النابغة الجعدي
(282) باكرتها والديك يدعو صباحه إذا ما بنو نعش دنوا فتصوبوا
فجماعات هذا "أعناق" ، أو يكون ذكره لإضافته إلى المذكر ، كما يؤنث لإضافته إلى المؤنث نحو قوله [ الأعشى ]:
(283) وتشرق بالقول الذي قد أذعته كما شرقت صدر القناة من الدم
وقال آخر [ ]: العجاج
لما رأى متن السماء انقدت
وقال[ ] : الفرزدق
(285) إذا القنبضات السود طوفن بالضحى رقدن عليهن الحجال المسجف
[ ص: 461 ] / و"القنبض": القصير. وقال آخر [ الأعشى ]:
(286) وإن امرأ أهدى إليك ودونه من الأرض موماة وبيداء خيفق
لمحقوقة أن تستجيبي لصوته وأن تعلمي أن المعان موفق
فأنث، و"المحقوق" هو : "المرء"، وإنما أنث لقوله : "أن تستجيبي لصوته" . ويقولون: "بنات عرس" ، و"بنات نعش" و"بنو نعش" .
وقالت امرأة من العرب : "أنا امرؤ لا أحب الشر". وذكر رجل ، فقال : "كان أحد بنات مساجد الله" ، كأنه جعله "حصاة". لرؤبة
832 - وقال : إنا رسول رب العالمين [16]
وهذا يشبه أن يكون مثل : "العدو" ، وتقول : "هما عدو لي".
833 - وقال : وتلك نعمة تمنها علي [22]
فيقال : "هذا استفهام"، كأنه قال : أو تلك نعمة تمنها؟ ثم فسر فقال : أن عبدت بني إسرائيل [22]
وجعله بدلا من "النعمة".
[ ص: 462 ] 834 - وقال : هل يسمعونكم [72]
أي: "هل يسمعون منكم؟ أو : "هل يسمعون دعاءكم؟؛ فحذف "الدعاء" كما قال الشاعر [ النابغة ] :
(287) القائد الخيل منكوبا دوابرها قد أحكمت حكمات القد والأبقا
يريد: أحكمت حكمات الأبق فحذف "حكمات" ، وأقام "الأبق" مقامها. و"الأبق": الكتان.
835 - وقال : أولم يكن لهم آية أن يعلمه [197]
اسم في موضع رفع مثل : ما كان حجتهم إلا أن قالوا [ سورة الجاثية: 25] ، ولكن هذا لا يكون فيه إلا النصب في الأول؛ لأن أن يعلمه هو الذي يكون آية وقد يجوز الرفع ، وهو ضعيف.
836 - وقال : على بعض الأعجمين [198]
واحدهم "الأعجم" ، وهو إضافة كالأشعرين .
[ ص: 463 ] 837 - وقال : لا يؤمنون به حتى يروا العذاب الأليم فيأتيهم [201 - 202 ]
ليس بمعطوف على : حتى ، إنما هو جواب لقوله : لا يؤمنون به ، فلما كان جوابا للنفي انتصب .
838 - وكذلك : فيقولوا [203]
إنما هو جواب للنفي. وقال : إني آمنت بربكم فاسمعون [ سورة يس: 25] ، أي: فاسمعوا مني.