1130 - قال : أمشاج [2] واحدها: "المشج".
1131 - وقال : إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا [3]
كذلك : إما العذاب وإما الساعة [سورة مريم: 75] ، كأنك لم تذكر "إما" / وإن شئت ابتدأت ما بعدها فرفعته.
1132 - وقال: عينا يشرب بها عباد الله [6]
فنصبه من ثلاثة أوجه: إن شئت فعلى قولك: "يشربون عينا" وإن شئت فعلى : يشربون من كأس كان مزاجها كافورا عينا [5 - 6]
وإن شئت فعلى وجه المدح؛ كما يذكر لك الرجل ، فتقول أنت: "العاقل اللبيب" ، أي: ذكرت العاقل اللبيب؛ على أعني "عينا".
1133 - ولا شكورا [9]
[ ص: 560 ] إن شئت جعلته جماعة "الشكر" ، وجعلت "الكفور" جماعة "الكفر" مثل "الفلس والفلوس"، وإن شئت جعلته مصدرا واحدا في معنى جميع ، مثل: "قعد قعودا" و "خرج خروجا".
1134 - وقال : متكئين [13]
على المدح ، أو على: جزاهم جنة متكئين فيها ؛ على الحال، وقد تقول : "جزاهم ذاك قياما" .
1135 - وكذلك : ودانية [14]
على الحال ، أو على المدح، إنما انتصابه بفعل مضمر، وقد يجوز في قوله : ودانية أن يكون على وجهين : على : وجزاهم دانية ظلالها، تقول: "أعطيتك جيدا طرفاه" ، و"رأينا حسنا وجهه".
1136 - وقال : كان مزاجها زنجبيلا [17]
فنصب "العين" على أربعة وجوه: على : "يسقون عينا" ، أو على الحال، أو بدلا من "الكأس" ، أو على المدح؛ والفعل مضمر.
[ ص: 561 ] وقال بعضهم : إن "سلسبيل" صفة "للعين بالسلسبيل، وقال بعضهم: "إنما أراد: "عينا" تسمى سلسبيلا [18] ؛ أي: تسمى من طيبها، أي: توصف للناس ، كما / تقول: "الأعرجي" و"الأرحبي" و"المهري"؛ من الإبل، وكما تنسب الخيل - إذا وصفت - إلى هذه الخيل المعروفة والمنسوبة ، كذلك تنسب "العين" إلى أنها تسمى؛ لأن القرآن يدل على كلام العرب، قال الشاعر؛ وأنشدناه يونس هكذا:
(310) صفراء من نبع يسمى سهمها من طول ما صرع الصيود الصيب
فرفع "الصيب"؛ لأنه لم يرد : "يسمى سهمها بالصيب، إنما "الصيب" من صفة الاسم والسهم. وقوله : "يسمى سهمها": يذكر سهمها، وقال بعضهم: "لا بل هو اسم العين وهو معرفة ، ولكن لما كان رأس آية كان مفتوحا زدت فيه "الألف" ، كما : كانت قواريرا [15]
1137 - وقال : وإذا رأيت ثم رأيت نعيما [20]
يريد أن يجعل رأيت لا يتعدى ؛ كما تقول: "ظننت في الدار خيرا" لكان ظنه ، وأخبر بمكان رؤيته.