فصل الحذف على أنواع أحدها: ما يسمى بالاقتطاع، وهو حذف بعض أحرف الكلمة. وأنكر ورود هذا النوع في القرآن. ورد بأن بعضهم جعل منه فواتح السور على القول بأن كل حرف منها من اسم من أسمائه تعالى كما تقدم. وادعى بعضهم أن الباء في قوله: ابن الأثير وامسحوا برءوسكم ، أول كلمة " بعض " ثم حذف الباقي. ومنه قراءة بعضهم: " ونادوا يا مال" بالترخيم، ولما سمعها بعض السلف، قال: ما أغنى أهل النار عن الترخيم. وأجاب بعضهم بأنهم لشدة ما هم فيه عجزوا عن إتمام الكلمة. ويدخل في هذا النوع حذف همزة " أنا " في قوله: لكنا هو الله ربي . إذ الأصل " لكن أنا "، حذفت همزة أنا تخفيفا وأدغمت النون في النون. ومثله: ما قرئ: ويمسك السماء أن تقع علرض. بما أنزليك، فمن تعجل في يومين فلثم عليه. إنها لحدى الكبر.
[ ص: 242 ] النوع الثاني: ويختص غالبا بالارتباط العطفي، كقوله تعالى: ما يسمى بالاكتفاء، وهو أن يقتضي المقام ذكر شيئين بينهما تلازم وارتباط، فيكتفى بأحدها عن الآخر لنكتة. سرابيل تقيكم الحر . أي والبرد، وخصص الحر بالذكر، لأن الخطاب للعرب وبلادهم حارة والوقاية عندهم من الحر أهم عندهم، لأنه أشد من البرد. وقيل لأن البرد تقدم ذكر الامتنان بوقايته صريحا في قوله، ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا . وفي قوله: وجعل لكم من الجبال أكنانا . وفي قوله: والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع . ومن أمثلة هذا النوع: بيدك الخير . أي والشر، وإنما خص الخير بالذكر، لأنه مطلوب العباد ومرغوبهم، أو لأنه أكثر وجودا في العالم، أو لأن كما قال - صلى الله عليه وسلم -: إضافة الشر إلى الله تعالى ليس من باب الآداب، ومنها: والشر ليس إليك. وله ما سكن في الليل والنهار وهو السميع العليم . أي وما تحرك، وخص السكون بالذكر، لأنه أغلب الحالين على المخلوق من الحيوان والجماد، ولأن كل متحرك يصير إلى السكون. ومنها: الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة . أي والشهادة، لأن الإيمان بكل منهما واجب، وآثر الغيب، لأنه أمدح، ولأنه يستلزم الإيمان بالشهادة من غير عكس. ومنها: ورب المشارق ، أي والمغارب. ومنها: هدى للمتقين ، أي وللكافرين، قاله ويؤيده قوله تعالى: ابن الأنباري. هدى للناس . ومنها: إن امرؤ هلك ليس له ولد . أي ولا والد، بدليل أنه وجب للأخت النصف، وإنما يكون ذلك مع فقد الأب لأنه يسقطها.
النوع الثالث: ما يسمى بالاحتباك ، وهو من ألطف الأنواع وأبدعها، وقل [ ص: 243 ] من تنبه له أو نبه عليه من أهل البلاغة، ولم أره إلا في شرح بديعية الأعمى لرفيقه الأندلسي، وذكره الزركشي في البرهان ولم يسمه هذا الاسم، بل سماه الحذف المقابلي، وأفرده بالتصنيف من أهل العصر العلامة برهان الدين البقاعي الأندلسي في شرح البديعية، قال: وهو نوع عزيز، وهو أن يحذف من الأول ما أثبت نظيره في الثاني، ومن الثاني ما أثبت نظيره في الأول، كقوله تعالى: من أنواع البديع الاحتباك، ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق . التقدير: ومثل الأنبياء والكفار كمثل الذي ينعق، والذي ينعق به، فحذف من الأول الأنبياء لدلالة الذي ينعق عليه، ومن الثاني الذي ينعق به لدلالة الذين كفروا عليه. وقوله: وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء . التقدير: تدخل غير بيضاء وأخرجها تخرج بيضاء، فخذف من الأول تدخل غير بيضاء. ومن الثاني: وأخرجها. وقال الزركشي: هو أن يجتمع في الكلام متقابلان، فيحذف من كل واحد منهما مقابله، لدلالة الآخر عليه، كقوله تعالى: أم يقولون افتراه قل إن افتريته فعلي إجرامي وأنا بريء مما تجرمون 35. التقدير: إن افتريته فعلي إجرامي وأنتم بريء منه، وعليكم إجرامكم وأنا بريء مما تجرمون. وقوله: ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم . التقدير: ويعذب المنافقين فلا يتوب عليهم، أو يتوب عليهم فلا يعذبهم. وقوله: ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن . أي حتى يطهرن من الدم ويطهرن بالماء، فإذا طهرن وتطهرن فأتوهن. وقوله: خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا . أي عملا صالحا بسيئ وآخر سيئا بصالح. قلت: ومن لطيفه: فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة . [ ص: 244 ] أي فئة مؤمنة تقاتل في سبيل الله، وأخرى كافرة تقاتل في سبيل الطاغوت. وفي الغرائب للكرماني: في الآية الأولى التقدير: مثل الذين كفروا معك يا محمد كمثل الناعق مع الغنم، فحذف من كل طرف ما يدل عليه الطرف الآخر. وله في القرآن نظائر، وهو أبلغ ما يكون من الكلام. انتهى. ومأخذ هذه التسمية من الحبك الذي معناه الشد والإحكام، وتحسين أثر الصنعة في الثوب، فحبك الثوب سد ما بين خيوطه من الثوب وشده وإحكامه بحيث يمنع عنه الخلل مع الحسن والرونق. وبيان أخذه منه أن مواضع الحذف من الكلام شبهت بالفرج من الخيوط. فلما أدركها الناقد البصير بصوغه الماهر في نظمه وحوكه، فوضع المحذوف موضعه، كان حابكا له، مانعا من خلل يطرقه، فسد بتقديره ما يحصل به الخلل مع ما أكسبه من الحسن والرونق. النوع الرابع: ما يسمى بالاختزال ، وهو ما ليس واحدا مما سبق. وهو أقسام، لأن المحذوف إما كلمة اسم، أو فعل، أو حرف، أو أكثر. أمثلة حذف الاسم: حذف المضاف: وهو كثير جدا في القرآن حتى قال في القرآن منه زهاء ألف موضع، وقد سردها ابن جني: الشيخ عز الدين في كتابه المجاز على ترتيب السور والآيات، ومنه: الحج أشهر ، أي حج أشهر، أو أشهر الحج. ولكن البر من آمن ، أي ذا البر، أو بر من. حرمت عليكم أمهاتكم النساء: 23 ، أي نكاح أمهاتكم. لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ، أي ضعف عذاب. وفي الرقاب ، أي وفي تحرير الرقاب. حذف المضاف إليه: يكثر في ياء المتكلم، نحو: رب اغفر لي [ ص: 245 ] وفي الغايات، نحو: لله الأمر من قبل ومن بعد أي من قبل الغلب ومن بعده. وفي أي، وكل، وبعض، وجاء في غيرهن كقراءة: (فلا خوف عليهم) - بضم بلا تنوين، أي فلا خوف شيء عليهم. حذف المبتدأ: يكثر في جواب الاستفهام، نحو: وما أدراك ما هيه نار حامية . أي هي نار. وبعد فاء الجواب، نحو: من عمل صالحا فلنفسه ، أي فعمله لنفسه، ومن أساء فعليها ، أي فإساءته عليها. وبعد القول، نحو: قالوا أساطير الأولين . قالوا أضغاث أحلام . وبعد ما الخبر صفة له في المعنى، نحو: التائبون العابدون الحامدون . ونحو: صم بكم عمي . ووقع في غير ذلك، نحو: لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل . لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ ، أي هذا. سورة أنزلناها ، أي هذه. ووجب في النعت المقطوع إلى الرفع حذف الخبر، نحو: أكلها دائم وظلها ، أي دائم. ويحتمل الأمرين: فصبر جميل ، أي أجمل، أو فأمري صبر. فتحرير رقبة ، أي عليه، أو فالواجب. حذف الموصوف: وعندهم قاصرات الطرف ، أي حور قاصرات. أن اعمل سابغات ، أي دروعا سابغات. أيه المؤمنون ، أي القوم المؤمنون. حذف الصفة: يأخذ كل سفينة ، أي صالحة، بدليل أنه قرئ كذلك، " وأن تعيبها " لا يخرجها عن كونها سفينة. الآن جئت [ ص: 246 ] بالحق ، أي الواضح، وإلا لكفروا بمفهوم ذلك. فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا ، أي نافعا. حذف المعطوف عليه: أن اضرب بعصاك البحر فانفلق ، أي فضرب فانفلق. وحيث دخلت واو العطف على لام التعليل ففي تخريجه وجهان: أحدهما: أن يكون تعليلا معلله محذوف، كقوله: وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا . فالمعنى وللإحسان إلى المؤمنين فعل ذلك. والثاني: أنه معطوف على علة أخرى مضمرة لتظهر صحة العطف، أي فعل ذلك ليذيق الكافرين بأسه وليبلي. حذف المعطوف مع العاطف: لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل ، أي ومن أنفق بعده. بيدك الخير ، أي والشر. حذف المبدل منه: وخرج عليه: ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب . أي لا تصفه، والكذب بدل من الهاء. حذف الفاعل: لا يجوز إلا في فاعل المصدر، نحو: لا يسأم الإنسان من دعاء الخير ، أي دعائه الخير. وجوزه مطلقا لدليل، وخرج عليه: الكسائي إذا بلغت التراقي ، أي الروح. حتى توارت بالحجاب ، أي الشمس. حذف المفعول: تقدم أنه كثير في مفعول المشيئة والإرادة، ويرد في غيرها. نحو: إن الذين اتخذوا العجل ، أي إلها. كلا سوف تعلمون ، أي عاقبة أمركم. حذف الحال: يكثر إذا كان قولا، نحو: والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام ، أي قائلين. [ ص: 247 ] حذف المنادى: "ألا ياسجدوا". النمل: 15، أي يا هؤلاء. "يا ليت"، أي يا قوم. حذف العائد: يقع في أربعة أبواب: الصلة، نحو: أهذا الذي بعث الله رسولا ، أي بعثه. والصفة، نحو: واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس ، أي فيه. والخبر، نحو: وكلا وعد الله الحسنى ، أي وعده. والحال. حذف مخصوص نعم: نحو: إنا وجدناه صابرا نعم العبد . فقدرنا فنعم القادرون ، أي نحن. ولنعم دار المتقين ، أي الجنة. حذف الموصول: آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم ، أي والذي أنزل إليكم، لأن الذي أنزل إلينا ليس هو الذي أنزل إلى من قبلنا. ولهذا أعيدت ما في قوله: قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم . أمثلة حذف الفعل: يطرد إذا كان مفسرا، نحو: وإن أحد من المشركين استجارك التوبة: 6، إذا السماء انشقت . قل لو أنتم تملكون . ويكثر في جواب الاستفهام، نحو: وقيل للذين اتقوا ماذا أنزل ربكم قالوا خيرا ، أي أنزل. وأكثر منه حذف القول، نحو: وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا ، أي يقولان ربنا. [ ص: 248 ] قال أبو علي: حذف القول من حد: حدث عن البحر ولا حرج. ويأتي في غير ذلك، نحو: انتهوا خيرا لكم ، أي وأتوا. والذين تبوءوا الدار والإيمان ، أي وألفوا الإيمان واعتقدوه. اسكن أنت وزوجك الجنة ، أي وليسكن زوجك. وامرأته حمالة الحطب ، أي أذم. والمقيمين الصلاة ، أي أمدح. ولكن رسول الله ، أي كان. وإن كلا لما ليوفينهم ربك أعمالهم ، أي يوفوا أعمالهم. قال في المحتسب: أخبرنا ابن جني أبو علي، قال: قال حذف الحرف ليس بقياس، لأن الحروف إنما دخلت الكلام لضرب من الاختصار. فلو ذهبت تحذفها لكنت مختصرا لها هي أيضا، واختصار المختصر إجحاف به. حذف همزة الاستفهام: قرأ أبو بكر: ابن محيصن. سواء عليهم أأنذرتهم . وخرج عليه: هذا ربي في المواضع الثلاثة. وتلك نعمة تمنها ، أي وتلك. حذف الموصول الحرفي: قال ابن مالك: لا يجوز إلا في أن، نحو: ومن آياته يريكم البرق . وحذف الجار يطرد مع أن وأن، نحو: يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان . أطمع أن يغفر لي . أيعدكم أنكم ، أي بأنكم. وجاء مع غيرها، نحو: قدرناه منازل ، أي قدرنا له. ويبغونها عوجا ، أي لها. يخوف أولياءه ، أي يخوفكم بأوليائه. واختار موسى قومه ، أي من قومه. ولا تعزموا عقدة النكاح ، أي على عقدة النكاح. [ ص: 249 ] حذف العاطف: خرج عليه الفارسي: ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا ، أي وقلت. حذف فاء الجواب: خرج عليه الأخفش: إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين . حذف حرف النداء كثير: ها أنتم أولاء . يوسف أعرض عن هذا . قال رب إني وهن العظم مني . فاطر السماوات والأرض . وفي العجائب للكرماني: كثر حذف " يا " في القرآن من الرب، تنزيها وتعظيما، لأن في النداء طرفا من الأمر. حذف " قد " في الماضي إذا وقع حالا، نحو: أو جاءوكم حصرت صدورهم . قالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذلون . حذف لا النافية: يطرد في جواب القسم إذا كان المنفي مضارعا، نحو: تالله تفتأ ، وورد في غيره، نحو: وعلى الذين يطيقونه فدية . أي لا يطيقونه. وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم . أي لئلا تميد. حذف لام التوطئة: وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن . وإن أطعتموهم إنكم لمشركون . حذف لام الأمر: خرج عليه: قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة . أي ليقيموا. حذف لام لقد: يحسن مع طول الكلام، نحو: قد أفلح من زكاها . حذف نون التوكيد: خرج عليه قراءة: (ألم نشرح) ، بالنصب. حذف نون الجمع: خرج عليه: وما هم بضارين به من أحد . [ ص: 250 ] حذف التنوين: خرج عليه قراءة: ( قل هو الله أحد . الله الصمد) . (ولا الليل سابق النهار) - بالنصب. حذف حركة الإعراب والبناء، خرج عليه: فتوبوا إلى بارئكم ، ويأمركم . وبعولتهن أحق - بسكون الثلاثة. وكذا: أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح . فأواري سوءة أخي . و ما بقي من الربا . حذف مضافين: فإنها من تقوى القلوب ، أي فإن تعظيمها من أفعال ذوي تقوى القلوب. فقبضت قبضة من أثر الرسول . أي من أثر حافر فرس الرسول. تدور أعينهم كالذي يغشى عليه ، أي كدوران عين الذي. وتجعلون رزقكم ، أي بدل شكر رزقكم. حذف ثلاثة متضايفات: فكان قاب قوسين ، أي فكان مقدار مسافة قربه مثل قاب، فحذف ثلاثة من اسم كان وواحد من خبرها. حذف مفعولي باب ظن: أين شركائي الذين كنتم تزعمون ، أي تزعمونهم شركاء. حذف الجار مع المجرور: خلطوا عملا صالحا ، أي بسيئ. وآخر سيئا ، أي بصالح. حذف العاطف مع المعطوف: تقدم. حذف حرف الشرط وفعله، يطرد بعد الطلب، نحو: فاتبعوني يحببكم الله ، أي إن اتبعتموني. قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة ، أي إن قلت لهم يقيموا. وجعل منه الزمخشري: فلن يخلف الله عهده ، أي إن اتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف. وجعل منه أبو حيان: فلم تقتلون أنبياء الله من قبل ، أي إن كنتم آمنتم بما أنزل إليكم فلم تقتلون. [ ص: 251 ] حذف جواب الشرط: فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء ، أي فافعل. وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم لعلكم ترحمون ، أي أعرضوا، بدليل ما بعده. أإن ذكرتم ، أي تطيرتم. ولو جئنا بمثله مددا ، أي لنفد. ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رءوسهم ، أي لرأيت أمرا عظيما. ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله رءوف رحيم ، أي لعذبكم. لولا أن ربطنا على قلبها .، أي لأبدت به. ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطئوهم ، أي لسلطكم على أهل مكة. حذف جملة القسم: لأعذبنه عذابا شديدا ، أي والله. حذف جوابه: والنازعات غرقا ، أي لتبعثن. ص والقرآن ذي الذكر ، أي إنه لمعجز. ق والقرآن المجيد ، أي ما الأمر كما زعموا. حذف جملة مسببة عن المذكور، نحو: ليحق الحق ويبطل الباطل ، أي فعل ما فعل. حذف جمل كثيرة: فأرسلون يوسف أيها الصديق ، أي فأرسلوني إلى يوسف لأستعبره الرؤيا، ففعلوا، فأتاه، فقال له: يا يوسف.
خاتمة تارة لا يقام شيء مقام المحذوف كما تقدم، وتارة يقام ما يدل عليه، نحو: فإن تولوا فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم ، فليس الإبلاغ هو الجواب لتقدمه على توليهم، وإنما التقدير: فإن تولوا فلا لوم علي، أي فلا عذر لكم لأني أبلغتكم. وإن يكذبوك فقد كذبت رسل من قبلك . [ ص: 252 ] أي فلا تحزن واصبر. وإن يعودوا فقد مضت سنت الأولين ، أي يصيبهم مثل ما أصابهم.