40 - مسألة :
قوله تعالى: ولن يتمنوه أبدا ؟ وفي الجمعة: ولا يتمنونه أبدا ؟
جوابه:
لما كانت دعواهم أن الدار الآخرة لهم خاصة أكد نفي ذلك بـ[لن] لأنها أبلغ في النفي من [لا] لظهورها في الاستغراق.
وفي الجمعة: ادعوا ولاية الله، ولا يلزم من الولاية لله اختصاصهم بثواب الله وجنته فأتى بـ[لا] النافية للولاية.
وكلاهما مؤكد بالتأبيد، لكن في البقرة أبلغ.
[ ص: 104 ] وأيضا: إن آية البقرة وردت بعدما تقدم منهم من الكفر والعصيان وقتل الأنبياء، فناسب حرف المبالغة في النفي لتمنيهم الموت لما يعلمون ما لهم بعده من العذاب؛ لأن [لن] أبلغ في النفي عند كثير من أئمة العربية، وآية الجمعة لم يتقدمها ذلك، جاءت بـ[لا] الدالة على مطلق النفي من غير مبالغة.