[ ص: 61 ] - 5 - معرفة أول ما نزل وآخر ما نزل
التعبير عن تلقي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للقرآن بنزوله عليه يشعر بقوة يلمسها المرء في تصور كل هبوط من أعلى . ذلك لعلو منزلة القرآن وعظمة تعاليمه التي حولت مجرى حياة البشرية وأحدثت فيها تغيرا ربط السماء بالأرض ، ووصل الدنيا بالآخرة ، ومعرفة تاريخ التشريع الإسلامي في مصدره الأول والأصيل -وهو القرآن- تعطي الدارس صورة عن التدرج في الأحكام ومناسبة كل حكم للحالة التي نزل فيها دون تعارض بين السابق واللاحق ، وقد تناول هذا أول ما نزل من القرآن على الإطلاق وآخر ما نزل على الإطلاق ، كما تناول أول ما نزل وآخر ما نزل في كل تشريع من تعاليم الإسلام ، كالأطعمة ، والأشربة ، والقتال . . . ونحو ذلك .
وللعلماء في
nindex.php?page=treesubj&link=32329_28860أول ما نزل من القرآن على الإطلاق ، وآخر ما نزل كذلك أقوال ، نجملها ونرجح بينها فيما يأتي :
أول ما نزل
1- أصح الأقوال أن أول ما نزل هو قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=1اقرأ باسم ربك الذي خلق nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=2خلق الإنسان من علق nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=3اقرأ وربك الأكرم nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=4الذي علم بالقلم nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=5علم الإنسان ما لم يعلم ، ويدل عليه ما رواه الشيخان وغيرهما عن
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها قالت :
nindex.php?page=hadith&LINKID=654572 " أول ما بدئ به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم ، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ، ثم حبب إليه الخلاء فكان يأتي حراء فيتحنث فيه الليالي ذوات العدد ، ويتزود لذلك ثم يرجع إلى nindex.php?page=showalam&ids=10640خديجة رضي الله عنها فتزوده لمثلها حتى فاجأه الحق وهو في غار حراء ، فجاءه الملك فيه فقال : اقرأ ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فقلت : " ما أنا بقارئ " ، فأخذني فغطني حتى بلغ مني [ ص: 62 ] الجهد ، ثم أرسلني فقال : اقرأ ، فقلت : " ما أنا بقارئ " ، فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال : اقرأ ، فقلت : " ما أنا بقارئ " ، فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال : اقرأ باسم ربك الذي خلق . حتى بلغ : ما لم يعلم ، فرجع بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ترجف بوادره " . الحديث .
2- وقيل إن أول ما نزل هو قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=1يا أيها المدثر . . لما رواه الشيخان عن
nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة بن عبد الرحمن قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=694614سألت nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله : أي القرآن أنزل قبل ؟ قال : nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=1يا أيها المدثر ، قلت : أو nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=1اقرأ باسم ربك ؟ قال : أحدثكم ما حدثنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني جاورت بحراء فلما قضيت جواري نزلت فاستبطنت الوادي ، فنظرت أمامي وخلفي وعن يميني وشمالي . ثم نظرت إلى السماء فإذا هو -يعني جبريل- فأخذتني رجفة . فأتيت nindex.php?page=showalam&ids=10640خديجة فأمرتهم فدثروني " ، فأنزل الله : nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=1يا أيها المدثر nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=2قم فأنذر .
وأجيب عن حديث
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بأن السؤال كان عن نزول سورة كاملة ، فبين جابر أن سورة المدثر نزلت بكمالها قبل نزول تمام سورة اقرأ ، فإن أول ما نزل منها صدرها ، ويؤيد هذا ما في الصحيحين أيضا عن
nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة nindex.php?page=hadith&LINKID=652999عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر قال : سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يحدث عن فترة الوحي فقال في حديثه : " بينا أنا أمشي سمعت صوتا من السماء فرفعت رأسي فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض ، فرجعت ، فقلت : زملوني ، فدثروني " ، فأنزل الله : nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=1يا أيها المدثر . فهذا الحديث يدل على أن هذه القصة متأخرة عن قصة
حراء -أو تكون " المدثر " أول سورة نزلت بعد فترة الوحي- وقد استخرج
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر ذلك باجتهاده فتقدم عليه رواية
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ، ويكون أول ما نزل من القرآن على الإطلاق :
[ ص: 63 ] اقرأ وأول سورة نزلت كاملة ، أو أول ما نزل بعد فترة الوحي :
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=1يا أيها المدثر . . أو أول ما نزل للرسالة :
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=1يا أيها المدثر . . وللنبوة اقرأ .
3- وقيل إن أول ما نزل هو سورة " الفاتحة " ولعل المراد أول سورة كاملة .
4- وقيل : بسم الله الرحمن الرحيم والبسملة تنزل صدرا لكل سورة . ودليل هذين أحاديث مرسلة ، والقول الأول المؤيد بحديث
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة هو القوي الراجح المشهور .
وقد ذكر
الزركشي في " البرهان " حديث
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة الذي نص على أن أول ما نزل :
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=1اقرأ باسم ربك الذي خلق وحديث
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر الذي نص على أن أول ما نزل :
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=1يا أيها المدثر ،
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=2قم فأنذر ثم قال : " وجمع بعضهم بينهما بأن
nindex.php?page=showalam&ids=36جابرا سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يذكر قصة بدء الوحي ، فسمع آخرها ، ولم يسمع أولها ، فتوهم أنها أول ما نزلت ، وليس كذلك ، نعم هي أول ما نزل بعد سورة اقرأ وفترة الوحي ، لما ثبت في الصحيحين أيضا عن
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يحدث عن فترة الوحي ، قال في حديثه :
nindex.php?page=hadith&LINKID=654544 " بينما أنا أمشي ، سمعت صوتا من السماء ، فرفعت رأسي ، فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض ، فجثثت منه فرقا ، فرجعت فقلت : زملوني زملوني " ، فأنزل الله تبارك وتعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=1يا أيها المدثر nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=2قم فأنذر .
فقد أخبر في هذا الحديث عن الملك الذي جاءه
بحراء قبل هذه المرة ، وأخبر في حديث
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة أن نزول اقرأ كان في
غار حراء ، وهو أول وحي ، ثم فتر بعد ذلك ، وأخبر في حديث
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر أن الوحي تتابع بعد نزول
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=1يا أيها المدثر فعلم بذلك أن اقرأ أول ما نزل مطلقا ، وأن سورة المدثر بعده " . وكذلك قال
nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان في صحيحه : لا تضاد بين الحديثين ، بل أول ما نزل :
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=1اقرأ باسم ربك الذي خلق بغار حراء ، فلما رجع إلى
nindex.php?page=showalam&ids=10640خديجة -رضي الله عنها- وصبت عليه
[ ص: 64 ] الماء البارد ، أنزل الله عليه في بيت
nindex.php?page=showalam&ids=10640خديجة :
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=1يا أيها المدثر . . فظهر أنه لما نزل عليه اقرأ رجع فتدثر ، فأنزل عليه :
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=1يا أيها المدثر . .
وقيل : أول ما نزل سورة الفاتحة ، روي ذلك من طريق
أبي إسحاق عن
nindex.php?page=showalam&ids=12171أبي ميسرة قال :
كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا سمع الصوت انطلق هاربا ، وذكر نزول الملك عليه وقوله : قل nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=2الحمد لله رب العالمين . . . إلى آخرها .
وقال
القاضي أبو بكر في " الانتصار " : وهذا الخبر منقطع ، وأثبت الأقاويل : اقرأ باسم ربك ويليه في القوة :
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=1يا أيها المدثر . . وطريق الجمع بين الأقاويل أن أول ما نزل من الآيات :
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=1اقرأ باسم ربك وأول ما نزل من أوامر التبليغ :
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=1يا أيها المدثر . . وأول ما نزل من السور سورة الفاتحة ، وهذا كما ورد في الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=104590 " أول ما يحاسب به العبد الصلاة “ ، و
nindex.php?page=hadith&LINKID=104568 " أول ما يقضى فيه الدماء “ ، وجمع بينهما بأن أول ما يحكم فيه من المظالم التي بين العباد الدماء . وأول ما يحاسب به العبد من الفرائض البدنية الصلاة .
وقيل : أول ما نزل للرسالة :
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=1يا أيها المدثر . . وللنبوة :
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=1اقرأ باسم ربك فإن العلماء قالوا : قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=1اقرأ باسم ربك دال على نبوة
محمد -صلى الله عليه وسلم- لأن النبوة عبارة عن الوحي إلى الشخص على لسان الملك بتكليف خاص ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=1يا أيها المدثر nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=2قم فأنذر دليل على رسالته -صلى الله عليه وسلم- لأنها عبارة عن الوحي إلى الشخص على لسان الملك بتكليف عام “ .
آخر ما نزل
1- قيل : آخر ما نزل آية الربا ، لما أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال :
"
[ ص: 61 ] - 5 - مَعْرِفَةُ أَوَّلِ مَا نَزَلَ وَآخِرِ مَا نَزَلَ
التَّعْبِيرُ عَنْ تَلَقِّي رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِلْقُرْآنِ بِنُزُولِهِ عَلَيْهِ يُشْعِرُ بِقُوَّةٍ يَلْمِسُهَا الْمَرْءُ فِي تَصَوُّرِ كُلِّ هُبُوطٍ مِنْ أَعْلَى . ذَلِكَ لِعُلُوِّ مَنْزِلَةِ الْقُرْآنِ وَعَظَمَةِ تَعَالِيمِهِ الَّتِي حَوَّلَتْ مَجْرَى حَيَاةِ الْبَشَرِيَّةِ وَأَحْدَثَتْ فِيهَا تَغَيُّرًا رَبَطَ السَّمَاءَ بِالْأَرْضِ ، وَوَصَلَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ ، وَمَعْرِفَةُ تَارِيخِ التَّشْرِيعِ الْإِسْلَامِيِّ فِي مَصْدَرِهِ الْأَوَّلِ وَالْأَصِيلِ -وَهُوَ الْقُرْآنُ- تُعْطِي الدَّارِسَ صُورَةً عَنِ التَّدَرُّجِ فِي الْأَحْكَامِ وَمُنَاسَبَةِ كُلِّ حُكْمٍ لِلْحَالَةِ الَّتِي نَزَلَ فِيهَا دُونَ تَعَارُضٍ بَيْنَ السَّابِقِ وَاللَّاحِقِ ، وَقَدْ تَنَاوَلَ هَذَا أَوَّلَ مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلَى الْإِطْلَاقِ وَآخِرَ مَا نَزَلَ عَلَى الْإِطْلَاقِ ، كَمَا تَنَاوَلَ أَوَّلَ مَا نَزَلَ وَآخِرَ مَا نَزَلَ فِي كُلِّ تَشْرِيعٍ مِنْ تَعَالِيمِ الْإِسْلَامِ ، كَالْأَطْعِمَةِ ، وَالْأَشْرِبَةِ ، وَالْقِتَالِ . . . وَنَحْوِ ذَلِكَ .
وَلِلْعُلَمَاءِ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=32329_28860أَوَّلِ مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلَى الْإِطْلَاقِ ، وَآخِرِ مَا نَزَلَ كَذَلِكَ أَقْوَالٌ ، نُجْمِلُهَا وَنُرَجِّحُ بَيْنَهَا فِيمَا يَأْتِي :
أَوَّلُ مَا نَزَلَ
1- أَصَحُّ الْأَقْوَالِ أَنَّ أَوَّلَ مَا نَزَلَ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=1اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=2خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=3اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=4الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=5عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ، وَيَدُلُّ عَلَيْهِ مَا رَوَاهُ الشَّيْخَانِ وَغَيْرُهُمَا عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=654572 " أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنَ الْوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ فِي النَّوْمِ ، فَكَانَ لَا يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ ، ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الْخَلَاءُ فَكَانَ يَأْتِي حِرَاءً فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ الْعَدَدِ ، وَيَتَزَوَّدُ لِذَلِكَ ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى nindex.php?page=showalam&ids=10640خَدِيجَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَتُزَوِّدُهُ لِمِثْلِهَا حَتَّى فَاجَأَهُ الْحَقُّ وَهُوَ فِي غَارِ حِرَاءٍ ، فَجَاءَهُ الْمَلَكُ فِيهِ فَقَالَ : اقْرَأْ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَقُلْتُ : " مَا أَنَا بِقَارِئٍ " ، فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي حَتَّى بَلَغَ مِنِّي [ ص: 62 ] الْجَهْدَ ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ : اقْرَأْ ، فَقُلْتُ : " مَا أَنَا بِقَارِئٍ " ، فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ : اقْرَأْ ، فَقُلْتُ : " مَا أَنَا بِقَارِئٍ " ، فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ : اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ . حَتَّى بَلَغَ : مَا لَمْ يَعْلَمْ ، فَرَجَعَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَرْجُفُ بَوَادِرُهُ " . الْحَدِيثَ .
2- وَقِيلَ إِنَّ أَوَّلَ مَا نَزَلَ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=1يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ . . لِمَا رَوَاهُ الشَّيْخَانِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12031أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=694614سَأَلْتُ nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ : أَيُّ الْقُرْآنِ أُنْزِلَ قَبْلُ ؟ قَالَ : nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=1يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ، قُلْتُ : أَوِ nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=1اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ ؟ قَالَ : أُحَدِّثُكُمْ مَا حَدَّثَنَا بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنِّي جَاوَرْتُ بِحِرَاءٍ فَلَمَّا قَضَيْتُ جِوَارِي نَزَلْتُ فَاسْتَبْطَنْتُ الْوَادِيَ ، فَنَظَرْتُ أَمَامِي وَخَلْفِي وَعَنْ يَمِينِي وَشِمَالِي . ثُمَّ نَظَرْتُ إِلَى السَّمَاءِ فَإِذَا هُوَ -يَعْنِي جِبْرِيلَ- فَأَخَذَتْنِي رَجْفَةٌ . فَأَتَيْتُ nindex.php?page=showalam&ids=10640خَدِيجَةَ فَأَمَرْتُهُمْ فَدَثَّرُونِي " ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=1يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=2قُمْ فَأَنْذِرْ .
وَأُجِيبُ عَنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرٍ بِأَنَّ السُّؤَالَ كَانَ عَنْ نُزُولِ سُورَةٍ كَامِلَةٍ ، فَبَيَّنَ جَابِرٌ أَنَّ سُورَةَ الْمُدَّثِّرِ نَزَلَتْ بِكَمَالِهَا قَبْلَ نُزُولِ تَمَامِ سُورَةِ اقْرَأْ ، فَإِنَّ أَوَّلَ مَا نَزَلَ مِنْهَا صَدْرُهَا ، وَيُؤَيِّدُ هَذَا مَا فِي الصَّحِيحَيْنِ أَيْضًا عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12031أَبِي سَلَمَةَ nindex.php?page=hadith&LINKID=652999عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرٍ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ يُحَدِّثُ عَنْ فَتْرَةِ الْوَحْيِ فَقَالَ فِي حَدِيثِهِ : " بَيْنَا أَنَا أَمْشِي سَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا الْمَلَكُ الَّذِي جَاءَنِي بِحِرَاءٍ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيٍّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ، فَرَجَعْتُ ، فَقُلْتُ : زَمِّلُونِي ، فَدَثَّرُونِي " ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=1يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ . فَهَذَا الْحَدِيثُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ هَذِهِ الْقِصَّةَ مُتَأَخِّرَةٌ عَنْ قِصَّةِ
حِرَاءٍ -أَوْ تَكُونُ " الْمُدَّثِّرُ " أَوَّلَ سُورَةٍ نَزَلَتْ بَعْدَ فَتْرَةِ الْوَحْيِ- وَقَدِ اسْتَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرٌ ذَلِكَ بِاجْتِهَادِهِ فَتُقَدِّمُ عَلَيْهِ رِوَايَةُ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ ، وَيَكُونُ أَوَّلَ مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلَى الْإِطْلَاقِ :
[ ص: 63 ] اقْرَأْ وَأَوَّلَ سُورَةٍ نَزَلَتْ كَامِلَةً ، أَوْ أَوَّلَ مَا نَزَلَ بَعْدَ فَتْرَةِ الْوَحْيِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=1يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ . . أَوْ أَوَّلَ مَا نَزَلَ لِلرِّسَالَةِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=1يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ . . وَلِلنُّبُوَّةِ اقْرَأْ .
3- وَقِيلَ إِنَّ أَوَّلَ مَا نَزَلَ هُوَ سُورَةُ " الْفَاتِحَةِ " وَلَعَلَّ الْمُرَادَ أَوَّلُ سُورَةٍ كَامِلَةٍ .
4- وَقِيلَ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَالْبَسْمَلَةُ تَنْزِلُ صَدْرًا لِكُلِّ سُورَةٍ . وَدَلِيلُ هَذَيْنِ أَحَادِيثُ مُرْسَلَةٌ ، وَالْقَوْلُ الْأَوَّلُ الْمُؤَيِّدُ بِحَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ هُوَ الْقَوِيُّ الرَّاجِحُ الْمَشْهُورُ .
وَقَدْ ذَكَرَ
الزَّرْكَشِيُّ فِي " الْبُرْهَانِ " حَدِيثَ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ الَّذِي نَصَّ عَلَى أَنَّ أَوَّلَ مَا نَزَلَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=1اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ وَحَدِيثُ
nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرٍ الَّذِي نَصَّ عَلَى أَنَّ أَوَّلَ مَا نَزَلَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=1يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=2قُمْ فَأَنْذِرْ ثُمَّ قَالَ : " وَجَمَعَ بَعْضُهُمْ بَيْنَهُمَا بِأَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرًا سَمِعَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَذْكُرُ قِصَّةَ بَدْءِ الْوَحْيِ ، فَسَمِعَ آخِرَهَا ، وَلَمْ يَسْمَعْ أَوَّلَهَا ، فَتَوَهَّمَ أَنَّهَا أَوَّلُ مَا نَزَلَتْ ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ ، نَعَمْ هِيَ أَوَّلُ مَا نَزَلَ بَعْدَ سُورَةِ اقْرَأْ وَفَتْرَةِ الْوَحْيِ ، لِمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ أَيْضًا عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يُحَدِّثُ عَنْ فَتْرَةِ الْوَحْيِ ، قَالَ فِي حَدِيثِهِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=654544 " بَيْنَمَا أَنَا أَمْشِي ، سَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي ، فَإِذَا الْمَلَكُ الَّذِي جَاءَنِي بِحِرَاءٍ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِي بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ، فَجَثَثْتُ مِنْهُ فَرَقًا ، فَرَجَعْتُ فَقُلْتُ : زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي " ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=1يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=2قُمْ فَأَنْذِرْ .
فَقَدْ أَخْبَرَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ عَنِ الْمَلَكِ الَّذِي جَاءَهُ
بِحِرَاءٍ قَبْلَ هَذِهِ الْمَرَّةِ ، وَأَخْبَرَ فِي حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ أَنَّ نُزُولَ اقْرَأْ كَانَ فِي
غَارِ حِرَاءٍ ، وَهُوَ أَوَّلُ وَحْيٍ ، ثُمَّ فَتَرَ بَعْدَ ذَلِكَ ، وَأَخْبَرَ فِي حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرٍ أَنَّ الْوَحْيَ تَتَابَعَ بَعْدَ نُزُولِ
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=1يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ فَعُلِمَ بِذَلِكَ أَنَّ اقْرَأْ أَوَّلُ مَا نَزَلَ مُطْلَقًا ، وَأَنَّ سُورَةَ الْمُدَّثِّرِ بَعْدَهُ " . وَكَذَلِكَ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13053ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ : لَا تَضَادَّ بَيْنَ الْحَدِيثَيْنِ ، بَلْ أَوَّلُ مَا نَزَلَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=1اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ بِغَارِ حِرَاءٍ ، فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=10640خَدِيجَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- وَصَبَّتْ عَلَيْهِ
[ ص: 64 ] الْمَاءَ الْبَارِدَ ، أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي بَيْتِ
nindex.php?page=showalam&ids=10640خَدِيجَةَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=1يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ . . فَظَهَرَ أَنَّهُ لَمَّا نَزَلَ عَلَيْهِ اقْرَأْ رَجَعَ فَتَدَثَّرَ ، فَأَنْزَلَ عَلَيْهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=1يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ . .
وَقِيلَ : أَوَّلُ مَا نَزَلَ سُورَةُ الْفَاتِحَةِ ، رُوِيَ ذَلِكَ مِنْ طَرِيقِ
أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12171أَبِي مَيْسَرَةَ قَالَ :
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا سَمِعَ الصَّوْتَ انْطَلَقَ هَارِبًا ، وَذَكَرَ نُزُولَ الْمَلَكِ عَلَيْهِ وَقَوْلُهُ : قُلِ nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=2الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . . . إِلَى آخِرِهَا .
وَقَالَ
الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ فِي " الِانْتِصَارِ " : وَهَذَا الْخَبَرُ مُنْقَطِعٌ ، وَأَثْبَتُ الْأَقَاوِيلِ : اقْرَأَ بِاسْمِ رَبِّكَ وَيَلِيهِ فِي الْقُوَّةِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=1يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ . . وَطَرِيقُ الْجَمْعِ بَيْنَ الْأَقَاوِيلِ أَنَّ أَوَّلَ مَا نَزَلَ مِنَ الْآيَاتِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=1اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ وَأَوَّلُ مَا نَزَلَ مِنْ أَوَامِرِ التَّبْلِيغِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=1يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ . . وَأَوَّلُ مَا نَزَلَ مِنَ السُّوَرِ سُورَةُ الْفَاتِحَةِ ، وَهَذَا كَمَا وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=104590 " أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ الصَّلَاةُ “ ، وَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=104568 " أَوَّلُ مَا يُقْضَى فِيهِ الدِّمَاءُ “ ، وَجَمَعَ بَيْنَهُمَا بِأَنَّ أَوَّلَ مَا يُحْكَمُ فِيهِ مِنَ الْمَظَالِمِ الَّتِي بَيْنَ الْعِبَادِ الدِّمَاءُ . وَأَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ مِنَ الْفَرَائِضِ الْبَدَنِيَّةِ الصَّلَاةُ .
وَقِيلَ : أَوَّلُ مَا نَزَلَ لِلرِّسَالَةِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=1يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ . . وَلِلنُّبُوَّةِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=1اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ فَإِنَّ الْعُلَمَاءَ قَالُوا : قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=1اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ دَالٌّ عَلَى نُبُوَّةِ
مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِأَنَّ النُّبُوَّةَ عِبَارَةٌ عَنِ الْوَحْيِ إِلَى الشَّخْصِ عَلَى لِسَانِ الْمَلَكِ بِتَكْلِيفٍ خَاصٍّ ، وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=1يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=2قُمْ فَأَنْذِرْ دَلِيلٌ عَلَى رِسَالَتِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِأَنَّهَا عِبَارَةٌ عَنِ الْوَحْيِ إِلَى الشَّخْصِ عَلَى لِسَانِ الْمَلَكِ بِتَكْلِيفٍ عَامٍّ “ .
آخِرُ مَا نَزَلَ
1- قِيلَ : آخِرُ مَا نَزَلَ آيَةُ الرِّبَا ، لِمَا أَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
"