الفرق بين القرآن والحديث القدسي والحديث النبوي
سبق تعريف القرآن ، ولكي نعرف الفرق بينه وبين الحديث القدسي والحديث النبوي نعطي التعريفين الآتيين :
الحديث النبوي:
الحديث في اللغة : ضد القديم ، ويطلق ويراد به كلام يتحدث به وينقل ويبلغ الإنسان من جهة السمع أو الوحي في يقظته أو منامه ، وبهذا المعنى سمي [ ص: 19 ] القرآن حديثا : ومن أصدق من الله حديثا ، وسمي ما يحدث به الإنسان في نومه : وعلمتني من تأويل الأحاديث . .
: ما أضيف إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- من قول أو فعل أو تقرير أو صفة . والحديث في الاصطلاح
فالقول : كقوله صلى الله عليه وسلم : . " إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى . . "
والفعل : كالذي ثبت من تعليمه لأصحابه كيفية الصلاة ثم قال : ، وما ثبت من كيفية حجه ، وقد قال : " صلوا كما رأيتموني أصلي “ . " خذوا عني مناسككم “
والإقرار : كأن يقر أمرا علمه عن أحد الصحابة من قول أو فعل . سواء أكان ذلك في حضرته -صلى الله عليه وسلم- أما في غيبته ثم بلغه ، ومن أمثلته : ، " وما روي من " أكل الضب على مائدته صلى الله عليه وسلم " قل هو الله أحد ، فلما رجعوا ذكروا ذلك له عليه الصلاة والسلام ، فقال : سلوه لأي شيء يصنع ذلك ؟ فسألوه ، فقال : لأنها صفة الرحمن وأنا أحب أن أقرأ بها ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أخبروه أن الله يحبه “ . أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعث رجلا على سرية ، وكان يقرأ لأصحابه في صلاته فيختم بـ
والصفة : كما روي : " من . أنه -صلى الله عليه وسلم- كان دائم البشر ، سهل الخلق ، لين الجانب ، ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب ولا فحاش ولا عياب . . . "
الحديث القدسي:
عرفنا معنى الحديث لغة ، والقدسي : نسبة إلى القدس ، وهي نسبة تدل على التعظيم ، لأن مادة الكلمة دالة على التنزيه والتطهير في اللغة ، فالتقديس : تنزيه [ ص: 20 ] الله تعالى ، والتقديس : التطهير ، وتقدس : تطهر ، قال الله تعالى على لسان ملائكته : ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ، أي نطهر أنفسنا لك .
: هو ما يضيفه النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى الله تعالى ، أي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يرويه على أنه من كلام الله ، فالرسول راو لكلام الله بلفظ من عنده ، وإذا رواه أحد رواه عن رسول الله مسندا إلى الله عز وجل ، فيقول : " قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه عز وجل . . . . " . والحديث القدسي في الاصطلاح
أو يقول : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال الله تعالى - أو يقول الله تعالى . . . " .
ومثال الأول : عن رضي الله عنه أبي هريرة . عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه عز وجل : " يد الله ملأى لا يغيضها نفقة ، سحاء الليل والنهار . . . “
ومثال الثاني : عن رضي الله عنه أبي هريرة . أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : يقول الله تعالى " أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه . . . “
"