[ ص: 309 ] ( قوله : ( فهي ثلاث ) لأن هذا تشبيه بعدد المشار إليه وهو العدد المفاد كميته بالأصابع المشار إليه بذا لأن الهاء للتنبيه ، والكاف للتشبيه وذا للإشارة قيد بقوله بثلاث لأنه لو أشار بواحدة فواحدة أو ثنتين فثنتان وأشار بقوله وأشار إلى أن الإشارة تقع بالمنشورة منها دون المضمومة للعرف وللسنة ولو نوى الإشارة بالمضمومتين صدق ديانة لا قضاء وكذا لو نوى الإشارة بالكف ، والإشارة بالكف أن تقع الأصابع كلها منشورة وهذا هو المعتمد . أنت طالق هكذا وأشار بثلاث أصابع
وهناك أقوال ذكرها في المعراج الأول عن بعض المتأخرين لو جعل ظهر الكف إليها ، والأصابع المنشورة إلى نفسه دين قضاء ولو جعل ظهر الكف إلى نفسه وبطون الأصابع إليها لا يصدق في القضاء الثاني لو كان باطن الكف إلى السماء فالعبرة إلى النشر ، وإن كان إلى الأرض فالعبرة إلى الضم ، والثالث إن كان نشرا عن ضم فالعبرة للنشر ، وإن كان ضما عن نشر فالعبرة للضم اعتبارا للعادة ا هـ .
وقيد بقوله هكذا لأنه لو فهي واحدة لفقد التشبيه المتقدم ، وفي المحيط وكذا لو قال أنت طالق وأشار بأصابعه ولم يقل هكذا لا يقع ما لم يقل هكذا لأنه لو وقع وقع بالضمير ، والطلاق لا يقع بالضمير ا هـ . قالت لزوجها طلقني فأشار إليها بثلاث أصابع وأراد به ثلاث تطليقات
ولو يقع ثلاث [ ص: 310 ] إن نوى ثلاثا وإلا فواحدة ، هكذا في المبتغى بالمعجمة فقد فرقوا هنا بين الكاف ومثل بناء على أن الكاف للتشبيه في الذات ومثلا للتشبيه في الصفات ولذا نقل عن قال : أنت طالق مثل هذا وأشار بأصابعه الثلاث رضي الله عنه أنه قال إيماني كإيمان الإمام الأعظم جبريل عليه السلام ولا أقول : إيماني مثل إيمان جبريل - صلوات الله عليه وسلامه - وفي البدائع أنه يحتمل التشبيه من حيث العدد ويحتمل التشبيه في الصفة وهو الشبه فأيهما نوى صحت نيته ، وإن لم يكن له نية يحمل على التشبيه من حيث الصفة لأنه أدنى ا هـ .
وفي المحيط : إذا لم ينو الثلاث تقع واحدة بائنة كما في قوله وعلى قياس هذا لو أنت طالق كألف تقع واحدة لأن له سنجة واحدة فقد شبه الواقع بالواحدة ولو قال مثل سنجة دانق ونصف أو دانقين تقع ثنتان لأن له سنجتين فقد شبه الواقع بالعددين ولو قال مثل سنجة دانقين ونصف تقع الثلاث لأنه يوزن بثلاث سنجات ولو قال مثل سنجة نصف درهم تقع واحدة ولو قال : مثل سنجة ثلثي درهم فتقع ثنتان لأن له سنجتين ولو قال مثل سنجة ثلاثة أرباع درهم تقع ثلاث لأنه له ثلاث سنجات ولو قال مثل سنجة ألف درهم تقع واحدة ا هـ . قال أنت طالق مثل سنجة دانق
وفي المصباح الأصبع مؤنثة وكذلك سائر أسمائها مثل الخنصر ، والبنصر ، وفي كلام ابن فارس ما يدل على تذكير الإصبع وقال الصغاني يذكر ويؤنث ، والغالب التأنيث قال بعضهم ، وفي الإصبع عشر لغات تثليث الهمزة مع تثليث الباء ، والعاشر أصبوع وزان عصفور ، والمشهور من لغاتها كسر الهمزة وفتح الباء وهي التي ارتضاها الفصحاء .