( قوله : ، وإن لم يكن عليه نقع وبه بلا عجز ) أي ، وإن يجوز وقال لم يكن على جنس الأرض غبار حتى لو وضع يده على حجر لا غبار عليه لا يجوز لظاهر قوله تعالى { محمد فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه } قلنا من للابتداء في المكان إذ لا يصح فيها ضابط التبعيضية ، وهو وضع بعض موضعها والباقي بحاله إذ لو قيل فامسحوا بوجوهكم وأيديكم بعضه أفاد أن المطلوب جعل الصعيد ممسوحا والعضوين آلته ، وهو منتف اتفاقا ولا يصح فيها ضابط البيانية ، وهو وضع الذي [ ص: 157 ] موضعها مع جزء ليتم صلة الموصول كما في { اجتنبوا الرجس من الأوثان } أي الذي هو الأوثان كذا في فتح القدير ومثله توضأت من النهر أي ابتداء الأخذ للوضوء من النهر وفي الكشاف ، فإن قلت قولهم إنها لابتداء الغاية قول متعسف ولا يفهم أحد من العرب من قول القائل مسحت برأسي من الدهن ومن الماء ومن التراب إلا معنى التبعيض قلت هو كما تقول والإذعان للحق أحق من المراء ذكره في تفسير آية النساء واختار ابن أمير حاج تلميذ المحقق ابن الهمام أنها لتبيين جنس ما تماسه الآلة التي بها يمسح العضوين على أن في الآية شيئا مقدرا طوي ذكره لدلالة الكلام عليه كما هو دأب إيجاز الحذف الذي هو باب من البلاغة التقدير والله أعلم امسحوا بوجوهكم وأيديكم مما مسه شيء من الصعيد ، وهذا لا يوجب استعمال جزء من الصعيد في العضوين قطعا ا هـ .
وقوله : وبه بلا عجز أي بالنقع يجوز التيمم بلا عجز عن التراب وعند لا يجوز إلا عند العجز ( تنبيهات ) : أبي يوسف
الأول : أن الصعيد المذكور في الآية ظرف مكان عندنا وعند ومن يشترط التراب مفعول به بتقدير حذف الباء أي بصعيد ذكره الشافعي . القرطبي
الثاني : أن ليس بقربة كذا في القنية وظاهره أنه ليس بمكروه وينبغي كراهته لكونه عبثا الثالث ذكر في الغاية أن هاهنا لطيفة ، وهي أن الله تعالى خلق درة ونظر إليها فصارت ماء ثم تكاثف منه وصار ترابا وتلطف منه فصار هواء وتلطف منه فصار نارا فكان الماء أصلا ذكره المفسرون ، وهو منقول عن التوراة ، وإنما لم يجز التيمم بالمعدن كالحديد ; لأنه ليس بتبع للماء وحده حتى يقوم مقامه ولا للتراب كذلك ، وإنما هو مركب من العناصر الأربعة فليس له اختصاص بشيء منها حتى يقوم مقامه . التيمم على التيمم