( قوله : حنث للحال ) يعني عندنا ، وقال حلف ليصعدن السماء أو ليقلبن هذا الحجر ذهبا لا تنعقد ; لأنه مستحيل عادة فأشبه المستحيل حقيقة ، ولنا أن البر متصور حقيقة بكسر الواو [ ص: 360 ] أي ممكن ; لأن الصعود إلى السماء ممكن حقيقة ألا ترى أن الملائكة يصعدونها ، وكذا تحول الحجر ذهبا بتحويل الله تعالى بجعله صفة الحجرية صفة الذهبية أو بإعدام الأجزاء الحجرية ، وإبدالها بأجزاء ذهبية فالتحويل في الأول أظهر ، وهو ممكن عند المتكلمين على ما هو الحق ، وإذا كان متصورا تنعقد اليمين موجبة لحلفه ثم يحنث بحكم العجز الثابت عادة كما إذا مات الحالف فإنه يحنث مع احتمال إعادة الحياة وبخلاف مسألة الكوز ; لأن شرب الماء الذي في الكوز وقت الحلف ، ولا ماء فيه لا يتصور فلم تنعقد . زفر
قيد بكون اليمين مطلقة ; لأنها لو كانت مؤقتة فإنه لا يحنث حتى يمضي ذلك الوقت حتى لو مات قبله لا كفارة عليه إذ لا حنث ، وهو المختار ، وقيد بالفعل ; لأنه لو حلف على الترك بأن قال إن تركت مس السماء فعبدي حر لم تنعقد يمينه ; لأن الترك لا يتصور في غير المقدور .
[ ص: 360 ]