الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                        البحر الرائق شرح كنز الدقائق

                                                                                        ابن نجيم - زين الدين بن إبراهيم بن محمد

                                                                                        صفحة جزء
                                                                                        رهن أمتين قيمة كل واحدة ألف فدبرها المولى ، ثم ماتت إحداهما سعت الباقية في نصف الدين ويضمن المولى نصفه ; لأنها ماتت بعدما خرجت من الرهن بالتدبير ولا يتحول شيء من دين الميتة إلى الباقية ; لأن الباقية لم تكن متولدة من الميتة والميتة في السعاية كانت محتملة على المولى ، فإذا ماتت قبل استيفاء السعاية فقد تعذر استيفاء حقه من جهة المحتمل وهو الكفيل فيطالب من الأصيل ، فإن ولدت هذه الباقية ، ثم ماتت يسعى [ ص: 303 ] الولد فيما على أمه وسواء كانت قيمة الأم أقل أو أكثر ; لأنها ولدت بمثل حالها مدبرة فيسري ما فيها إلى ولدها ، ولو كانت قبل التدبير ثم دبرهما جميعا سعت في مائتين وخمسين إن كانت قيمتها مثل قيمة الأم ; لأن الولد قبل التدبير صار رهنا فانقسم ما في الأم الدين عليهما نصفين على سبيل التوفيق إن ورد على الولد قبض الرهن بقي كذلك منقسما .

                                                                                        وإن لم يرد عليه قبض بطل الانقسام وظهر أن الدين كله كان بإزاء الأم وهنا ورد على الراهن قبض على الولد لما ذكرنا ; لأن التدبير من المشتري قبل القبض يصير به قابضا .

                                                                                        التالي السابق


                                                                                        الخدمات العلمية