الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
7484 - حدثنا عبيد بن إسماعيل، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=11804أبو أسامة، عن nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام، عن nindex.php?page=showalam&ids=16561أبيه، عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة - رضي الله عنها - قالت: nindex.php?page=hadith&LINKID=655545ما غرت على امرأة ما غرت على nindex.php?page=showalam&ids=10640خديجة، ولقد أمره ربه nindex.php?page=treesubj&link=31363_31364_31365_31380_33367_11349أن يبشرها ببيت في الجنة. [ انظر: 3348 مسلم: 2434 ، 2435 - فتح: 13 \ 453 ].
( وقال nindex.php?page=showalam&ids=17073مسروق، عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود - رضي الله عنه - nindex.php?page=hadith&LINKID=676036إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماوات، فإذا فزع عن قلوبهم وسكن الصوت عرفوا أنه الحق ونادوا: ( nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=23ماذا قال ربكم قالوا الحق ).
وهذا أسنده nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود عن nindex.php?page=showalam&ids=12213أحمد بن أبي سريج وغيره، عن nindex.php?page=showalam&ids=12156أبي معاوية ( عن nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش )، عن nindex.php?page=showalam&ids=16115شقيق، عن nindex.php?page=showalam&ids=17073مسروق أنه حدثه عنه به [ ص: 411 ] مرفوعا.
ثم قال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري: ويذكر عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر - رضي الله عنه - ، عن عبد الله بن أنيس - رضي الله عنه - : سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: nindex.php?page=hadith&LINKID=944880nindex.php?page=treesubj&link=30405_30347 "يحشر الله العباد، فيناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب: أنا الملك، أنا الديان".
وهذا أسنده الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" من حديثه قال: بلغني حديث عن رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : فابتعت بعيرا فشددت عليه رحلي، ثم سرت إليه، فسرت شهرا حتى قدمت الشام، فإذا عبد الله بن أنيس الأنصاري. فذكره عنه مطولا.
ثم ساق حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه - : nindex.php?page=hadith&LINKID=654332nindex.php?page=treesubj&link=28734_28723 "إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها". الحديث، وقد سلف الحديث.
وحديثه أيضا: nindex.php?page=hadith&LINKID=688191nindex.php?page=treesubj&link=32258_18651_29463 "ما أذن الله لشيء ما أذن للنبي - صلى الله عليه وسلم - يتغنى بالقرآن". وقال صاحب له: يريد: يجهر به.
وحديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : nindex.php?page=hadith&LINKID=654372nindex.php?page=treesubj&link=30339_30300_30296 "يقول الله تعالى: يا آدم. فيقول: لبيك وسعديك. فينادى بصوت إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثا إلى النار".
وحديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة - رضي الله عنها - : قالت: nindex.php?page=hadith&LINKID=655545nindex.php?page=treesubj&link=31365_31364_31358ما غرت على امرأة ما غرت على nindex.php?page=showalam&ids=10640خديجة، ولقد أمره ربه أن يبشرها ببيت في الجنة.
[ ص: 412 ] الشرح:
استدل nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بقوله تعالى: nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=23ماذا قال ربكم [ سبأ: 23 ] ولم يقل: ماذا خلق ربكم، أن nindex.php?page=treesubj&link=28721قوله تعالى قديم بذاته قائم بصفاته لم يزل موجودا به ولا يزال، وأنه لا يشبه كلام المخلوقين وليس بذي حروف، خلافا للمعتزلة التي نفت كلام الله وقالت: إن كلامه كناية عن الفعل والتكوين، قالوا: وهذا شائع في كلام العرب، ألا ترى ( أن ) الرجل يعبر عن حركته بيده فيقول: قلت بيدي هكذا، وهم يريدون: حركة يدي، ويحتجون بأن الكلام لا يعقل منا إلا ( بأعضاء ) ولسان، والباري تعالى لا يجوز أن يكون له أعضاء دالات على الكلام إذ ليس بجسم، فرد nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عليهم بحديث الباب: nindex.php?page=hadith&LINKID=656927 "إذا قضى الله الأمر في السماء فزعت. . . " إلى آخره.
والحق إحدى صفتي الذات الذي لا يجوز على الله غيره; لأنه [ ص: 413 ] لا يجوز على كلامه الباطل، ولو كان القول منه خلقا وفعلا لقالوا حين سئلوا: nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=23ماذا قال أخلق خلقا كذا إنسانا أو خيلا أو شيئا من المخلوقات، فلما وصفوا قوله بما يوصف به الكلام من الحق لم يجز أن يكون القول بمعنى الخلق والتكوين.
وكذلك قوله لآدم: "يا آدم" وهو كلام مسموع، ولو كان بمعنى الخلق والتكوين ما أجاب "لبيك وسعديك" التي هي جواب المسموعات، وكذلك قول nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة - رضي الله عنها - : ( ولقد أمره ربه أن يبشرها ). هو كلام وقول مسموع من الله، ولو كان خلقا لما فهم ( عنه ) عن ربه له بالبشرى.
فصل:
حاصل الخلاف في المسألة ثلاثة أقوال:
nindex.php?page=treesubj&link=29453_28425_28424_28742_28744قول أهل الحق أن القرآن غير مخلوق وأنه كلامه، وإنما يعنون بذلك الكلام القائم بذاته ( سبحانه ) الذي هو شيء واحد لا ينقسم ولا يتجزأ ولا يشبه شيئا من كلام المخلوقين; لأن المتكلم به لا يشبه المتكلمين، وإنما يوصف بأنه ( كلمات ) كما قال الله تعالى: nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=27ما نفدت كلمات الله [ لقمان: 27 ] على سبيل ( التعليل )، وإنما هو في الحقيقة كلام واحد، والعبارة عنه.
واستثقل بعض الحفاظ أن يقال عبارة عنه أنه مفهوم في نفسه، والعبارة عندهم إنما تكون عبارة عما هو غير مفهوم. وقالت الخوارج [ ص: 414 ] والمرجئة والجهمية والنجارية: إنه مخلوق. وقال البلخي ومن قال بقوله: القرآن محدث غير مخلوق. وقال nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر: وما تكلم الله قط بل المتكلم من فعل الكلام، وإنما الكلام هو الأصوات، ( وهل ) فعل الشجرة، وقال قوم: الواجب الوقف في أمر القرآن، ولا يقول: إنه مخلوق ولا غير مخلوق.
وقوله: ( "ما أذن الله لشيء" ) أي: ما استمع، قال الشاعر:
صم إذا سمعوا خيرا ذكرت به وإن ذكرت بسوء عندهم أذنوا
وقوله: ( "يتغنى" ) أي: يجهر. وقيل: يستغني به.
فصل:
وقوله: ( "بعثا إلى النار" )، قال في غير هذا الموضع: nindex.php?page=hadith&LINKID=654372 "من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين"، ففي هذا أن الرب - جل جلاله - قد علم أهل النار بأسمائهم وأسماء آبائهم وأعمالهم التي توجب لهم النار. والبعث بفتح الباء: الجيش، والمراد به هنا: الجماعة.