الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              1574 1657 - حدثنا قبيصة بن عقبة، حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله - رضي الله عنه - قال: صليت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ركعتين، ومع أبي بكر - رضي الله عنه - ركعتين، ومع عمر - رضي الله عنه - ركعتين، ثم تفرقت بكم الطرق، فيا ليت حظي من أربع ركعتان متقبلتان. [انظر: 1084- مسلم: 695 - فتح: 3 \ 509]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه أحاديث ثلاثة.

                                                                                                                                                                                                                              أحدها: حديث ابن عمر: (صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمنى ركعتين، وأبو بكر وعمر، وعثمان صدرا من خلافته).

                                                                                                                                                                                                                              ثانيها: حديث حارثة بن وهب الخزاعي قال: (صلى بنا النبي - صلى الله عليه وسلم - ونحن أكثر ما كنا قط وآمنه- بمنى ركعتين).

                                                                                                                                                                                                                              ثالثها: حديث (عبد الله) قال: (صليت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ركعتين، ومع أبي بكر ركعتين، ومع عمر ركعتين، ثم تفرقت بكم الطرق، فيا ليت حظي من أربع (ركعتين متقبلتين) .

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 521 ] وقد سلف ذلك في قصر الصلاة واضحا بمذاهب العلماء فيمن يلزمه القصر بمنى، وبما نزع به كل فريق منهم، ونذكر نبذة منه; لبعد العهد به، فنقول: ذهب مالك والأوزاعي وإسحاق إلى أن أهل مكة ومن أقام بها من غيرها يقصرون بمنى وعرفة، وأن القصر سنة الموضع، وإنما يتم بها من كان مقيما فيها .

                                                                                                                                                                                                                              وذهب الثوري وأبو حنيفة والشافعي وأحمد وأبو ثور إلى أنهم يتمون الصلاة بها، وقالوا: إن من لم يكن سفره سفرا تقصر فيه الصلاة فحكمه حكم المقيم، وكذا تقدم هناك معنى إتمام عثمان وعائشة الصلاة في السفر، وما للعلماء في ذلك من التأويلات .

                                                                                                                                                                                                                              وقول ابن مسعود: (تفرقت بكم الطرق) أي: ذهبتم إلى التأويلات.

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: (ليت حظي ..) إلى آخره، يريد أنه لو صلى أربعا تكلفها فليتها تتقبل كما تتقبل الركعتان.

                                                                                                                                                                                                                              وقال الداودي: خشي ابن مسعود أن لا تجزئ الأربع فاعلها، وتبع عثمان; كراهة لخلافه، وأخبر بما في نفسه.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية