الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
واعترض nindex.php?page=showalam&ids=15351المهلب فقال: ليس كما ترجم nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري؛ لأن العمل عندهم معلوم من سقي وحرث ورعي واحتطاب وما شاكل أعمال البادية ومهنة أهلها، فهذا متعارف وإن لم يبين له أشخاص الأعمال ولا مقاديرها، مثل أن يقول له: إنك تحرث كذا من السنة، وترعى كذا من السنة، فهذا إنما هو على المعهود من خدمة البادية، والذي عليه المدار في هذا أنه قد عرفه بالمدة وسماها له، وإنما الذي لا يجوز عند الجميع أن تكون المدة مجهولة، والعمل مجهول غير معهود، لا يجوز حتى يعلم.
قال: nindex.php?page=treesubj&link=11200_11207والنكاح على أعمال البدن لا يجوز عند أهل المدينة؛ لأنه غرر، وما وقع من النكاح على مثل هذا الصداق لا نأمر به اليوم؛ لظهور الغرر في طول المدة، وهو مخصوص لموسى - عليه السلام - عند أكثر [ ص: 47 ] العلماء؛ لأنه قال: nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=27إحدى ابنتي هاتين ولم يعينها، وهذا لا يجوز إلا بالتعيين، وقد اختلف العلماء في ذلك فقال nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك: إذا تزوجها على أن يؤاجرها نفسه سنة أو أكثر يفسخ النكاح إن لم يكن دخل بها، فإن دخل ثبت النكاح بمهر المثل.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة nindex.php?page=showalam&ids=14954وأبو يوسف: إن كان حرا فلها مهر مثلها، وإن كان عبدا فلها خدمة سنة.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : النكاح جائز على خدمته إذا كان وقتا معلوما. وعلل قول nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك بأنه لم يبلغه أن أحدا من السلف فعل ذلك، والنكاح موضوع على الاتباع والاقتداء.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي : هو جائز؛ لأن من أبى أن يجيزه يجيز النكاح بما هو أبعد منه، يجيزه على العبد الذي ليس معينا ولا موصوفا، وعن يحيى: كراهته.
قال ابن المنير : ظن nindex.php?page=showalam&ids=15351المهلب nindex.php?page=showalam&ids=12070بالبخاري أنه أجاز أن يكون العمل مجهولا، وليس كما ظن، إنما أراد nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : أن التنصيص على العمل باللفظ غير مشترط، وأن المتبع المقاصد لا الألفاظ، فيكفي دلالة العموم عليها كدلالة النطق، خلافا لمن غلب التعبد على العقود فراعى اللفظ.
فائدة: nindex.php?page=treesubj&link=28999قوله تعالى: nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=28أيما الأجلين قضيت فلا عدوان علي [القصص: 28] أي: ذلك واجب لك علي في تزويجي إحدى ابنتيك، فما قضيت من هذين الأجلين فليس لك علي مطالبة بأكثر منه، والله على ما أوجبه كل واحد منا على نفسه شهيد وحفيظ. [ ص: 48 ]
وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس مرفوعا: nindex.php?page=hadith&LINKID=3502898 "سألت جبريل: أي الأجلين قضى موسى؟ فقال: أتمهما وأكملهما". يعني: عشر سنين، وقد أسلفت ذلك عن رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في الشهادات. والعدوان: المجاوزة في الظلم، ونحوه الظلم الصراح.