الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
2411 2549 - حدثنا إسحاق بن نصر، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=11804أبو أسامة، عن nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12045أبو صالح، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنه قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=652363قال النبي صلى الله عليه وسلم: " nindex.php?page=treesubj&link=18288_33586_30237نعم ما لأحدهم، يحسن عبادة ربه وينصح لسيده". [ مسلم: 1666 - فتح: 5 \ 175]
حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=652360 "العبد إذا نصح سيده وأحسن عبادة ربه، كان له أجره مرتين".
وحديث أبي موسى: قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أيما رجل كانت له [ ص: 225 ] جارية فأدبها.. الحديث، كما سلف قريبا، وزيادة: nindex.php?page=hadith&LINKID=652361 "وأيما عبد أدى حق الله وحق مواليه فله أجران" وسلف في العلم.
وحديث nindex.php?page=hadith&LINKID=652362nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "للعبد المملوك الصالح أجران" والذي نفسي بيده لولا الجهاد في سبيل الله والحج وبر أمي، لأحببت أن أموت وأنا مملوك.
وحديثه أيضا: "نعم ما لأحدهم، يحسن عبادة ربه، وينصح لسيده".
الشرح:
وقع في كتاب nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال عزو حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة الأول لأبي موسى، وهو غلط، فإنه أسقط حديث أبي موسى وركبه على حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة. ولما كان للعبد في عبادة ربه أجر كان له في طاعة سيده ونصحه له أجر أيضا، لكن لا بالتساوي; لأن طاعة الرب أوجب من طاعة السيد. وفيه: nindex.php?page=treesubj&link=30237_33586حض المملوك على نصح سيده; لأنه راع في ماله وهو مسئول عما استرعى، فبان أن أثر نصحه طاعة الله وهذا يبين فضل أجره في طاعة ربه على طاعة سيده.
وقوله: (والذي نفسي بيده، لولا الجهاد .. إلى آخره)؛ هو من قول nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة، كما نبه عليه nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي وغيره، وفيه دليل أنه لا جهاد على عبد إلا أن يتعين، ولا حج; لأنه غير مستطيع السبيل، وأما بر الوالدين [ ص: 226 ] فيلزم العبد منه من خفض الجناح ولين القول والتذلل ما يلزم المسلمين، وأما السعي عليهما بالنفقة والكسوة فلا يلزمه; لأن نفقته وكسوته على مولاه، وكسبه لمولاه ولا تصرف له في شيء إلا بإذنه.
وقوله: (نعم ما لأحدهم)؛ أي: نعم العمل، ووقع في نسخة الشيخ أبي الحسن: "نعم ما" بتشديد الميم الأولى. قالابن التين: ولا أعلم له وجها، وإنما صوابه: "نعما لأحدهم" بالتشديد، إذا وصلت تدغم مثل: nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=58نعما يعظكم به .
وقوله: (له أجران في العبد والأمة)؛ يعني: بتضعيفهما، قاله ابن التين، ثم قال: وقيل: معناه: له أجره مرتين على كل واحد من هذين الغرضين; لأنه زاد لربه إحسانا ولسيده نصحا فكان له أجر الواجبين وأجر الزيادة عليهما; لأن الدليل قد علم من غير هذا أنه على كل واحد أجر، فحمل على فائدة جديدة. وقال: والظاهر من الأخبار خلاف هذا، وأن الشارع إنما بين ذلك؛ لئلا يظن ظان أنه غير مأجور على العبودية، ويدل على ذلك قوله: "أيما عبد أدى.." إلى آخره، والنصح واجب عليه لسيده وليس هو زيادة على الواجب.
وقوله: (لأحببت أن أموت وأنا مملوك)؛ على هذا المعنى امتحان الله أنبياءه وأولياءه، ابتلى يوسف بالرق، ودانيال حين سباه بختنصر في جملة بني إسرائيل، وكذا ما روي أن الخضر وقع في الرق حين سأله سائل بوجه الله فلم يكن عنده ما يعطيه، فقال له: سألتني بوجه الله ولا أملك إلا رقبتي فبعني واستنفق ثمني، أو كما قال.