2927 3094 - حدثنا حدثنا إسحاق بن محمد الفروي، عن مالك بن أنس، عن ابن شهاب، وكان مالك بن أوس بن الحدثان، ذكر لي ذكرا من حديثه ذلك، فانطلقت حتى أدخل على محمد بن جبير فسألته عن ذلك الحديث، فقال مالك بن أوس، مالك: يأتيني، فقال: أجب أمير المؤمنين. عمر بن الخطاب
[ ص: 365 ] فانطلقت معه حتى أدخل على فإذا هو جالس على رمال سرير، ليس بينه وبينه فراش متكئ على وسادة من أدم، فسلمت عليه ثم جلست فقال: يا عمر، مال، إنه قدم علينا من قومك أهل أبيات، وقد أمرت فيهم برضخ فاقبضه فاقسمه بينهم. فقلت: يا أمير المؤمنين، لو أمرت به غيري. قال: اقبضه أيها المرء. فبينا أنا جالس عنده أتاه حاجبه يرفا فقال: هل لك في عثمان وعبد الرحمن بن عوف والزبير يستأذنون؟ قال: نعم. فأذن لهم فدخلوا فسلموا وجلسوا، ثم جلس وسعد بن أبي وقاص يرفا يسيرا ثم قال: هل لك في علي وعباس؟ قال: نعم. فأذن لهما، فدخلا فسلما فجلسا، فقال عباس: يا أمير المؤمنين، اقض بيني وبين هذا. وهما يختصمان فيما أفاء الله على رسوله - صلى الله عليه وسلم - من بني النضير. فقال الرهط عثمان وأصحابه: يا أمير المؤمنين، اقض بينهما وأرح أحدهما من الآخر. قال تيدكم، أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض، هل تعلمون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا عمر: قال الرهط: قد قال ذلك. فأقبل نورث ما تركنا صدقة"؟ يريد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نفسه. على عمر علي وعباس فقال: أنشدكما الله، أتعلمان أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد قال ذلك؟ قالا: قد قال ذلك. قال فإني أحدثكم عن هذا الأمر: إن الله قد خص رسوله - صلى الله عليه وسلم - في هذا الفيء بشيء لم يعطه أحدا غيره - ثم قرأ: عمر: وما أفاء الله على رسوله منهم إلى قوله: قدير - فكانت هذه خالصة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - . والله ما احتازها دونكم، ولا استأثر بها عليكم قد أعطاكموه، وبثها فيكم حتى بقي منها هذا المال، فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينفق على أهله نفقة سنتهم من هذا المال، ثم يأخذ ما بقي فيجعله مجعل مال الله، فعمل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذلك حياته، أنشدكم بالله هل تعلمون ذلك؟ قالوا: نعم. ثم قال لعلي وعباس: أنشدكما بالله هل تعلمان ذلك؟ قال ثم توفى الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - فقال عمر: أبو بكر: أنا ولي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . فقبضها أبو بكر، فعمل فيها بما عمل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، والله يعلم إنه فيها لصادق بار راشد تابع للحق، ثم توفى الله أبا بكر، فكنت أنا ولي أبي بكر، فقبضتها سنتين من إمارتي، أعمل فيها بما عمل
[ ص: 366 ] رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما عمل فيها أبو بكر، والله يعلم إني فيها لصادق بار راشد تابع للحق، ثم جئتماني تكلماني وكلمتكما واحدة، وأمركما واحد، جئتني يا عباس تسألني نصيبك من ابن أخيك، وجاءني هذا - يريد - يريد نصيب امرأته من أبيها، فقلت لكما: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا نورث ما تركنا صدقة". فلما بدا لي أن أدفعه إليكما قلت إن شئتما دفعتها إليكما على أن عليكما عهد الله وميثاقه لتعملان فيها بما عمل فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وبما عمل فيها عليا أبو بكر، وبما عملت فيها منذ وليتها، فقلتما: ادفعها إلينا. فبذلك دفعتها إليكما، فأنشدكم بالله، هل دفعتها إليهما بذلك قال الرهط: نعم. ثم أقبل على علي وعباس فقال: أنشدكما بالله: هل دفعتها إليكما بذلك؟ قالا: نعم. قال: فتلتمسان مني قضاء غير ذلك؟ فوالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض، لا أقضي فيها قضاء غير ذلك، فإن عجزتما عنها فادفعاها إلي، فإني أكفيكماها. [انظر: 2904 - مسلم: 1757 - فتح: 6 \ 197] بينا أنا جالس في أهلي حين متع النهار، إذا رسول