3867 4093 - حدثنا عبيد بن إسماعيل، حدثنا عن أبو أسامة، عن هشام، عن أبيه، - رضي الله عنها - قالت عائشة أبو بكر في الخروج حين اشتد عليه الأذى، فقال له: "أقم". فقال: يا رسول الله أتطمع أن يؤذن لك؟ فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إني لأرجو ذلك". قالت فانتظره أبو بكر، فأتاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم ظهرا فناداه فقال: "أخرج من عندك". فقال أبو بكر: إنما هما ابنتاى. فقال: " فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "الصحبة". أشعرت أنه قد أذن لي في الخروج؟ ". فقال: يا رسول الله، الصحبة.
قال: يا رسول الله، عندي ناقتان قد كنت أعددتهما للخروج. فأعطى النبي - صلى الله عليه وسلم - إحداهما -وهي الجدعاء-، فركبا فانطلقا حتى أتيا الغار -وهو بثور- فتواريا فيه، فكان عامر بن فهيرة غلاما لعبد الله بن الطفيل بن سخبرة أخو عائشة لأمها، وكانت لأبي بكر منحة، فكان يروح بها ويغدو عليهم، ويصبح فيدلج إليهما ثم يسرح، فلا يفطن به أحد من الرعاء، فلما خرج خرج معهما يعقبانه حتى قدما المدينة، فقتل عامر بن فهيرة يوم بئر معونة. وعن استأذن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: قال أبي أسامة فأخبرني أبي قال: لما قتل الذين هشام بن عروة: ببئر معونة وأسر قال له عمرو بن أمية الضمري عامر بن الطفيل من هذا فأشار إلى قتيل، فقال له هذا عمرو بن أمية: عامر بن فهيرة. فقال: لقد رأيته بعد ما قتل رفع إلى السماء حتى إني لأنظر إلى السماء بينه وبين الأرض، ثم وضع. فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - خبرهم فنعاهم فقال: "إن أصحابكم قد أصيبوا، وإنهم قد سألوا ربهم، فقالوا: ربنا أخبر عنا إخواننا بما رضينا عنك ورضيت عنا. فأخبرهم عنهم". وأصيب يومئذ فيهم عروة بن أسماء بن الصلت، فسمي به، عروة ومنذر بن عمرو سمي به منذرا. [انظر: 476 - فتح: 7 \ 388]