الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
4752 5039 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12180أبو نعيم ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17152منصور ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16115أبي وائل ، عن nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : nindex.php?page=hadith&LINKID=654651 " nindex.php?page=treesubj&link=24908ما لأحدهم يقول : نسيت آية كيت وكيت ، بل هو نسي " . [انظر : 5032 - مسلم: 790 - فتح: 9 \ 85 ]
ذكر فيه حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها قالت : nindex.php?page=hadith&LINKID=654649nindex.php?page=treesubj&link=24908سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلا يقرأ في المسجد فقال : "يرحمه الله ، لقد أذكرني كذا وكذا آية من سورة كذا " . وفي أخرى : وقال : "من سورة كذا " . تابعه nindex.php?page=showalam&ids=16637علي بن مسهر وعبدة ، عن هشام .
وفي رواية : nindex.php?page=hadith&LINKID=654650سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلا يقرأ في سورة من الليل ; فقال : "يرحمه الله ، لقد أذكرني كذا وكذا آية كنت أنسيتها من سورة كذا وكذا " .
[ ص: 145 ] ثم ساق حديث سفيان ، عن منصور ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16115أبي وائل ، عن عبد الله رضي الله عنه قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : nindex.php?page=hadith&LINKID=654651 "ما لأحدهم يقول : نسيت آية كيت وكيت ، بل هو نسي " .
الشرح :
حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة سلف في الشهادات .
وقوله : (تابعه nindex.php?page=showalam&ids=16637علي بن مسهر وعبدة ، عن هشام ) يريد : تابعا nindex.php?page=showalam&ids=16753عيسى بن يونس ، ويريد بمتابعة علي ما رواه في "صحيحه " من حديث بشر بن آدم ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16637علي بن مسهر ، عن هشام . ومتابعة عبدة أخرجها nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم عن ابن نمير عن عبدة وأبي معاوية ; كلاهما عن nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة عن أبيه عنها ، وقد سلف الكلام على ذلك قريبا ، وقد نطق القرآن بإضافة النسيان إلى العبد أيضا في قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=6سنقرئك فلا تنسى وشهد ذلك بصدق حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة السالف أنه - عليه السلام - قال : "يرحمه الله كنت أنسيتها " إلى آخره ، فأضاف الإسقاط إلى نفسه ، والإسقاط هو النسيان بعينه ، وحديث عبد الله بخلاف هذا ، فاستحب - عليه السلام - أن يضيف النسيان إلى خالقه ، وقد جاء في القرآن عن فتى موسى - عليه السلام - أنه أضاف النسيان مرة إلى نفسه ، وأخرى إلى الشيطان كما سلف .
وفي الحديث "وإني لأنسى أو أنسى لأسن " يعني إني لأنسى أنا
[ ص: 146 ] أو ينسيني ربي ، فنسب النسيان مرة إلى نفسه ومرة إلى هذا على قول من لم يجعل قوله : "أو أنسى " شكا من المحدث في أي الكلمتين قال ، وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=16741عيسى بن دينار ، وليس في شيء من ذلك اختلاف ، وهذا تضاد في المعنى ; لأن لكل إضافة منها معنى صحيحا في كلام العرب . ومن أضاف النسيان إلى الله فلأنه خالقه وخالق الأفعال كلها ، ومن نسبه إلى نفسه فلأنه فعله ، كما سلف .
وإنما أراد -والله أعلم - بقوله - عليه السلام - : "ما لأحدهم . . " إلى آخره أن يجري ألسن العباد ، ونسبة الأفعال إلى بارئها وخالقها وهو الله تعالى ; ففي ذلك إقرار له بالعبودية ، واستسلام لقدرته تعالى ، وهو أولى من نسبته الأفعال إلى مكتسبها ، فذلك بالكتاب والسنة .
وفي "مسند nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد " من حديث nindex.php?page=showalam&ids=396عبد الرحمن بن أبزى nindex.php?page=hadith&LINKID=695668أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى في الفجر فترك آية ، فلما صلى قال : "أفي القوم nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب ؟ " قال : بلى يا رسول الله نسخت آية كذا وكذا أو نسيتها ؟ قال : "نسيتها " .
[ ص: 147 ] قال ابن التين : وفيه أنه - عليه السلام - كان ينسى القرآن ثم يتذكره . قال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي : وفيه حجة لقول من يرى أن من قال لم يسلفني فلان أو لم يودعني . فقامت عليه بينة ، ثم قال : كنت نسيت وادعى ببينة تشهد بالقضاء أو الرد أو طلب يمين الطالب أن ذلك يكون له ، وهذا غير بين .
فصل :
قوله : ("كذا وكذا" ) يحتمل من إحدى وعشرين آية إلى ما بعدها على قول ابن عبد الحكم فيمن قال له : عندي كذا وكذا درهما ; أنه يقضي عليه بأحد وعشرين درهما ; لأن ذلك متيقن ; لأنه أقل ما في بابه ، وما زاد على ذلك فهو مشكوك فيه ، وكذلك إذا قال له : عندي كذا وكذا درهما ; يقضي عليه بأحد عشر درهما ، وإذا قال : كذا درهما ; يقضي عليه بعشرين .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=15968سحنون : تسأل العرب عن ذلك فإن كان الأمر على ما قالوه كان كذلك . وقال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي : يغرم إذا قال : كذا وكذا درهمين ; لأن هذا أقل ما يقع عليه من مقصد العامة . قال : وهذه مقالة nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي أنه يغرم في قوله : كذا وكذا درهما ، درهمين ، ولو رفع أو جر فدرهم ، وفي قوله : كذا درهما درهم واحد .