الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
13926 6010 - (14337) - (3 \ 311) عن ابن جريج قال : أخبرني أبو الزبير : أنه سمع جابر بن عبد الله يخبر نحوا من حديث عمرو هذا ، وزاد فيه : قال : وزودنا النبي صلى الله عليه وسلم جرابا من تمر ، فكان يقبض لنا قبضة قبضة ، ثم تمرة تمرة ، فنمصها ، ونشرب عليها الماء حتى الليل ، ثم نفد ما في الجراب ، فكنا نجتني الخبط بقسينا ، فجعنا جوعا شديدا ، فألقى لنا البحر حوتا ميتا ، فقال أبو عبيدة : غزاة وجياع ، فكلوا ، فأكلنا ، فكان أبو عبيدة ينصب الضلع من أضلاعه ، فيمر الراكب على بعيره تحته ، ويجلس النفر الخمسة في موضع عينه ، فأكلنا منه وادهنا حتى صلحت أجسامنا ، وحسنت سحناتنا .

قال : فلما قدمنا المدينة ، قال جابر : فذكرناه لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : " رزق أخرجه الله لكم ، فإن كان معكم منه شيء فأطعموناه " ، قال : فكان معنا منه شيء ، فأرسل به إليه بعض القوم ، فأكل منه .


التالي السابق


* قوله : "جرابا " : - بكسر الجيم ، والعامة تفتحها - ، وقيل : بهما : وعاء من الجلد .

* "ثم نفد " : بكسر الفاء - ; أي : فني .

* "سحناتنا " : جمع سحنة - بفتح السين وقد تكسر - : البشرة والهيئة والحالة ، وقيل : هي - بفتحتين - : لين البشرة ، والنعمة في المنظر ، وقيل : الهيئة ، وقيل : الجمال .

* * *




الخدمات العلمية