14587 6342 - (15005) - (3 \ 373) عن أبي عقيل ، حدثنا أبو المتوكل ، قال : أتيت جابر بن عبد الله ، فقلت : حدثني بحديث شهدته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : توفي والدي وترك عليه عشرين وسقا تمرا دينا ، ولنا تمران شتى والعجوة لا تفي بما علينا من الدين ، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذكرت ذلك له ، فبعث إلى غريمي ، فأبى إلا أن يأخذ العجوة كلها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "انطلق فأعطه " ، فانطلقت إلى عريش لنا أنا وصاحبة لي ، فصرمنا تمرنا ، ولنا عنز نطعمها من الحشف قد سمنت ، إذ أقبل رجلان إلينا ، إذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمر ، فقلت : مرحبا
[ ص: 189 ] يا رسول الله ، مرحبا يا عمر . فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يا جابر ! انطلق بنا حتى نطوف في نخلك هذا " ، فقلت : نعم .
فطفنا بها ، وأمرت بالعنز فذبحت ، ثم جئنا بوسادة ، فتوسد النبي صلى الله عليه وسلم بوسادة من شعر حشوها ليف ، فأما عمر ، فما وجدت له من وسادة ، ثم جئنا بمائدة لنا عليها رطب وتمر ولحم ، فقدمناه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعمر ، فأكلا ، وكنت أنا رجلا من نشوتي الحياء ، فلما ذهب النبي صلى الله عليه وسلم ينهض ، قالت صاحبتي : يا رسول الله ! دعوات منك . قال : "نعم ، فبارك الله لكم " ، قال : "نعم ; فبارك الله لكم " .
ثم بعثت بعد ذلك إلى غرمائي ، فجاءوا بأحمرة وجواليق ، وقد وطنت نفسي أن أشتري لهم من العجوة أوفيهم العجوة الذي على أبي ، فأوفيتهم ، والذي نفسي بيده ! عشرين وسقا من العجوة ، وفضل فضل حسن ، فانطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبشره بما ساق الله - عز وجل - إلي ، فلما أخبرته ، قال : "اللهم لك الحمد ، اللهم لك الحمد " ، فقال لعمر : " إن جابرا قد أوفى غريمه " ، فجعل عمر يحمد الله .


