[ ص: 304 ] ذكر الخبر الدال على أن العالم عليه ترك التصلف بعلمه ، ولزوم الافتقار إلى الله جل وعلا في كل حاله .
102 - أخبرنا ، حدثنا ابن قتيبة ، حدثنا حرملة بن يحيى ، أخبرنا ابن وهب ، عن يونس ، عن ابن شهاب ، عن عبيد الله بن عبد الله ، ابن عباس والحر بن قيس بن حصن الفزاري في صاحب موسى ، فقال : هو ابن عباس الخضر ، فمر بهما ، فدعاه أبي بن كعب ، فقال : يا ابن عباس ، هلم إلينا ، فإني قد تماريت أنا وصاحبي هذا في صاحب أبا الطفيل موسى الذي سأل موسى السبيل إلى لقيه ، فهل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيه شيئا ؟ فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه [ ص: 305 ] وسلم ، يقول : بينما موسى في ملأ من بني إسرائيل إذ جاءه رجل ، فقال له : هل تعلم أحدا أعلم منك ؟ فقال موسى : لا . فأوحى الله إلى موسى : بل عبدنا الخضر . فسأل موسى السبيل إلى لقيه ، فجعل الله له الحوت آية ، وقيل له : إذا فقدت الحوت ، فارجع فإنك تلقاه . فسار موسى ما شاء الله أن يسير ، ثم قال لفتاه : آتنا غداءنا فقال لموسى حين سأله الغداء : أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره وقال موسى لفتاه : ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصا فوجدا خضرا ، وكان من شأنهما ما قص الله في كتابه أنه تمارى هو .