[ ص: 315 ] ذكر الخبر الدال على إباحة إظهار المرء بعض ما يحسن من العلم ، إذا صحت نيته في إظهاره .
111 - أخبرنا ، قال : حدثنا محمد بن الحسن بن قتيبة ، قال : حدثنا حرملة بن يحيى ، قال : أخبرنا ابن وهب ، عن يونس ، أن ابن شهاب أخبره ، أن عبيد الله بن عبد الله كان يحدث ، ابن عباس : يا رسول الله ، بأبي أنت والله لتدعني فلأعبره ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : عبر ، قال أبو بكر : أما الظلة فظلة الإسلام ، وأما الذي ينطف من السمن والعسل ، فالقرآن حلاوته ولينه ، وأما ما يتكفف الناس من ذلك ، فالمستكثر من [ ص: 316 ] القرآن والمستقل ، وأما السبب الواصل من السماء إلى الأرض ، فالحق الذي أنت عليه ، أخذته فيعليك الله ، ثم يأخذ به رجل من بعدك فيعلو به ، ثم يأخذ به رجل آخر فيعلو به ، ثم يأخذ به رجل آخر فينقطع به ، ثم يوصل له فيعلو ، فأخبرني يا رسول الله ، بأبي أنت ، أصبت أم أخطأت ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أصبت بعضا ، وأخطأت بعضا ، قال : والله يا رسول الله ، لتخبرني بالذي أخطأت ، قال : لا تقسم أبو بكر أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ، إني رأيت الليلة في المنام ظلة تنطف السمن والعسل ، وإذا الناس يتكففون منها بأيديهم ، فالمستكثر والمستقل ، وأرى سببا واصلا من السماء إلى الأرض ، فأراك أخذت به فعلوت ، ثم أخذ به رجل من بعدك فعلا ، ثم أخذ به رجل آخر فعلا ، ثم أخذ به رجل آخر فانقطع به ، ثم وصل له فعلا . قال .