[ ص: 384 ] ذكر البيان بأن الإيمان أجزاء وشعب لها أعلى وأدنى .
166 - أخبرنا ، حدثنا عبد الله بن محمد الأزدي ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ، حدثنا جرير ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن عبد الله بن دينار ، عن أبي صالح ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : أبي هريرة الإيمان بضع وستون شعبة ، أو بضع وسبعون شعبة ، فأرفعها لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، والحياء شعبة من الإيمان .
[ ص: 385 ] قال : أشار النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الخبر إلى الشيء الذي هو فرض على المخاطبين في جميع الأحوال ، فجعله أعلى الإيمان ، ثم أشار إلى الشيء الذي هو نفل للمخاطبين في كل الأوقات ، فجعله أدنى الإيمان ، فدل ذلك على أن كل شيء فرض على المخاطبين في كل الأحوال ، وكل شيء فرض على بعض المخاطبين في بعض الأحوال ، وكل شيء هو نفل للمخاطبين في كل الأحوال ، كله من الإيمان . أبو حاتم
[ ص: 386 ] وأما الشك في أحد العددين ، فهو من في الخبر ، كذلك قاله سهيل بن أبي صالح ، عن معمر ، وقد رواه سهيل ، عن سليمان بن بلال ، عن عبد الله بن دينار مرفوعا ، وقال : الإيمان بضع وستون شعبة ، ولم يشك . وإنما تنكبنا خبر أبي صالح في هذا الموضع ، واقتصرنا على خبر سليمان بن بلال لنبين أن الشك في الخبر ليس من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنما هو كلام سهيل بن أبي صالح كما ذكرناه . سهيل بن أبي صالح