[ ص: 457 ] ذكر تحريم الله جل وعلا على النار من وحده مخلصا في بعض الأحوال دون البعض .
223 - أخبرنا ، حدثنا محمد بن الحسن بن قتيبة ، حدثنا حرملة بن يحيى ، أخبرنا ابن وهب ، عن يونس ، أن ابن شهاب أخبره ، محمود بن الربيع الأنصاري عتبان بن مالك وهو من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ممن شهد بدرا من الأنصار أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ، إني أنكرت بصري ، وأنا أصلي لقومي ، وإذا كان الأمطار سال الوادي الذي بيني وبينهم ، ولم أستطع أن آتي مسجدهم ، فأصلي لهم ، وددت أنك يا رسول الله تأتي فتصلي في بيتي أتخذه مصلى ، قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سأفعل . قال عتبان : فغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ارتفع النهار ، فاستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأذنت له ، فلم يجلس حتى دخل البيت ثم قال : أين تحب أن أصلي من بيتك ؟ قال : فأشرت إلى ناحية من البيت ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبر ، وقمنا وراءه ، فصلى ركعتين ثم سلم . قال : وحبسناه على خزيرة صنعناها له . قال : فثاب رجال من أهل الدار حوله ، حتى اجتمع في البيت رجال [ ص: 458 ] ذوو عدد ، قال قائل منهم : أين وأبو بكر الصديق مالك بن الدخشن ؟ فقال بعضهم : ذاك منافق ، ولا يحب الله ورسوله ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تقل له ذلك ، ألا تراه قد قال : لا إله إلا الله ، يريد بذلك وجه الله ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، إنما نرى وجهه ونصيحته للمنافقين ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله جل وعلا حرم على النار من قال : لا إله إلا الله ، يبتغي به وجه الله أن .
[ ص: 459 ] [ ص: 460 ] قال : ثم سألت ابن شهاب الحصين بن محمد الأنصاري وهو أحد بني سالم وهو من سراتهم ، عن حديث فصدقه بذلك . محمود بن الربيع