[ ص: 96 ] ذكر خبر قد يوهم عالما من الناس ، أن صلاة الكسوف لا يجهر فيها بالقراءة
2853 - أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال : أخبرنا عن أحمد بن أبي بكر عن مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار ، أنه قال : ابن عباس خسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والناس معه ، فقام طويلا نحوا من سورة البقرة ، ثم ركع ركوعا طويلا ، ثم رفع فقام طويلا وهو دون القيام الأول ، ثم ركع ركوعا طويلا وهو دون الركوع الأول ، ثم سجد ، ثم قام قياما طويلا وهو دون القيام الأول ، وركع ركوعا طويلا وهو دون الركوع الأول ، ثم سجد ، ثم انصرف وقد تجلت الشمس ، فقال : إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله ، لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته ، فإذا رأيتم ذلك فاذكروا الله . فقالوا : يا رسول الله رأيناك تناولت شيئا في مقامك [ ص: 97 ] هذا ، ثم رأيناك تكعكعت ، فقال : إني رأيت الجنة - أو : أريت الجنة - فتناولت منها عنقودا ، ولو أخذته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا ، ورأيت النار فلم أر كاليوم منظرا قط ، ورأيت أكثر أهلها النساء ، قالوا : بم يا رسول الله ؟ قال : بكفرهن ، قيل : يكفرن بالله ؟ قال : يكفرن العشير ويكفرن الإحسان ، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئا قالت : والله ما رأيت منك خيرا قط .