ذكر الاستحباب للمرء تقديم ما حضر للأضياف وإن لم يشبعهم في الظاهر
5285 - أخبرنا قال : حدثنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدثنا هدبة بن خالد [ ص: 93 ] القيسي قال : حدثنا مبارك بن فضالة ، بكر بن عبد الله المزني عن وثابت البناني ، أنس بن مالك ، رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم طاويا ، فأتى أبا طلحة أم سليم ، فقال : هل عندك شيء ؟ فقالت : ما عندنا إلا نحو مد من دقيق شعير ، قال : فاعجنيه وأصلحيه ، عسى أن ندعو النبي صلى الله عليه وسلم فيأكل عندنا ، قال : فعجنته وخبزته ، فجاء قرصا ، فقال : ادع لي النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم ومعه ناس ، قال : أحسبه بضعة وثمانين ، فقلت : يا رسول الله : مبارك بن فضالة يدعوك ، فقال لأصحابه : أجيبوا أبو طلحة ، فجئت مسرعا حتى أخبرته أنه قد جاء وأصحابه ، قال أبا طلحة بكر : فقفدني قفدا ، وقال : قال ثابت : رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم بما في بيتي مني ، وقالا جميعا عن أبو طلحة : فاستقبله أنس ، فقال : يا رسول الله ما عندنا شيء إلا قرص ، رأيتك طاويا ، فأمرت أبو طلحة أم سليم ، فجعلت ذلك [ ص: 94 ] قرصا ، قال : فدعا بالقرص ، ودعا بجفنة فوضعه فيها ، وقال : هل من سمن ؟ قال : : وكان في العكة شيء ، فجاء بها ، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم أبو طلحة وأبو طلحة يعصرانها حتى خرج شيء ، فمسح النبي صلى الله عليه وسلم به سبابته ، ثم مسح القرص فانتفخ ، وقال : بسم الله فانتفخ القرص ، فلم يزل يصنع ذلك والقرص ينتفخ حتى رأيت القرص في الجفنة يتميع ، فقال : ادع عشرة من أصحابي ، فدعوت له عشرة ، قال : فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده في وسط القرص ، وقال : كلوا بسم الله فأكلوا حوالي القرص حتى شبعوا ، ثم قال : ادع لي عشرة ، فلم يزل يدعو عشرة عشرة ، يأكلون من ذلك القرص حتى أكل منه بضعة وثمانون من حوالي القرص حتى شبعوا ، وإن وسط القرص حيث وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده كما هو أن .