[ ص: 298 ] ذكر البيان بأن الدعاة إلى الفتن عند وقوعها إنما هم الدعاة إلى النار ، نعوذ بالله منها
5963 - أخبرنا قال : حدثنا أحمد بن علي بن المثنى ، قال : حدثنا شيبان بن أبي شيبة ، قال : حدثنا سليمان بن المغيرة ، قال : حدثنا حميد بن هلال ، نصر بن عاصم الليثي ، قال : اليشكري في رهط من بني ليث ، فقال : ممن القوم ؟ فقلنا : بنو ليث ، فسألناه وسألنا ، وقالوا : إنا أتيناك نسألك عن حديث ، فقال : أقبلنا مع حذيفة قافلين من بعض مغازيه ، قال : وغلت الدواب أبي موسى بالكوفة ، قال : فاستأذنت أنا وصاحبي ، فأذن لنا ، فقدمنا أبا موسى الكوفة باكرا من النهار ، فقلت لصاحبي : إني داخل المسجد ، فإذا قامت السوق خرجت إليك ، فدخلت المسجد ، فإذا أنا بحلقة كأنما قطعت رؤوسهم ، يستمعون إلى حديث رجل ، قال : فجئت فقمت عليهم ، فجاء رجل فقام إلى جنبي ، فقلت للرجل : من هذا ؟ فقال : أبصري أنت ؟ قلت : نعم ، قال : قد عرفت أنك لو كنت كوفيا لم تسأل عن هذا ، هذا ، فدنوت منه فسمعته يقول : حذيفة بن اليمان
كان الناس يسألون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الخير ، وكنت أسأله عن [ ص: 299 ] الشر ، وعرفت أن الخير لم يسبقني ، فقلت : يا رسول الله ، هل بعد هذا الخير من شر ؟ فقال : يا ، تعلم كتاب الله واتبع ما فيه ، يقولها لي ثلاث مرات ، قال : قلت : يا رسول الله ، هل بعد هذا الخير من شر ؟ قال : "فتنة وشر ، قال : قلت : يا رسول الله ، هل بعد هذا الشر خير ؟ قال : " هدنة على دخن " ، قال : قلت : يا رسول الله ، هدنة على دخن ما هي ؟ قال : " لا ترجع قلوب أقوام على الذي كانت عليه ، قال : قلت : يا رسول الله ، هل بعد هذا الخير شر ؟ قال : " يا حذيفة ، تعلم كتاب الله ، واتبع ما فيه ، ثلاث مرات ، قلت : يا رسول الله ، هل بعد هذا الخير شر ؟ قال : " فتنة عمياء صماء [عليها] دعاة على أبواب النار ، فإن مت يا حذيفة وأنت عاض على جذر خشبة يابسة خير لك من أن تتبع أحدا منهم حذيفة أتينا .
[ ص: 300 ] [ ص: 301 ] اليشكري : اسمه سليمان .