ذكر العلة التي من أجلها لا يشفع الأنبياء للناس يوم القيامة في الوقت الذي ذكرناه 
 6465  - أخبرنا  أحمد بن علي بن المثنى  قال : حدثنا  أبو خيثمة زهير بن حرب  قال : حدثنا  جرير بن عبد الحميد  عن  عمارة بن القعقاع  عن  أبي زرعة  عن  أبي هريرة  ، قال : وضعت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم قصعة من ثريد ولحم ، فتناول الذراع ، وكان أحب الشاة إليه ،  [ ص: 381 ] فنهس نهسة ، فقال : أنا سيد الناس يوم القيامة ، ثم نهس أخرى ، فقال : أنا سيد الناس يوم القيامة ، ثم نهس أخرى ، فقال : أنا سيد الناس يوم القيامة ، فلما رأى أصحابه لا يسألونه ، قال : ألا تقولون : كيف ؟ قالوا : كيف يا رسول الله ؟ قال : يقوم الناس لرب العالمين ، فيسمعهم الداعي ، وينفذهم البصر ، وتدنو الشمس من رءوسهم ، فيشتد عليهم حرها ، ويشق عليهم دنوها منهم ، فينطلقون من الجزع والضجر مما هم فيه ، فيأتون آدم  ، فيقولون : يا آدم  أنت أبو البشر خلقك الله بيده ، وأمر الملائكة فسجدوا لك ، فاشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى ما نحن فيه من الشر ؟ فيقول آدم :  إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ، ولن يغضب بعده مثله ، وإنه كان أمرني بأمر فعصيته ، فأخاف أن يطرحني في النار ، انطلقوا إلى غيري ، نفسي نفسي . 
فينطلقون إلى نوح  ، فيقولون : يا نوح  أنت نبي الله ، وأول من أرسل ، فاشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى ما نحن فيه من الشر ؟ فيقول نوح   : إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ، ولن يغضب بعده مثله ، وإنه قد كانت لي دعوة فدعوت بها على قومي ، فأهلكوا ، وإني أخاف أن يطرحني في النار ، انطلقوا إلى غيري ، نفسي نفسي . 
 [ ص: 382 ] فينطلقون إلى إبراهيم  ، فيقولون : يا إبراهيم  أنت خليل الله ، قد سمع بخلتكما أهل السماوات والأرض ، فاشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى ما نحن فيه من الشر ؟ فيقول : إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ، ولن يغضب بعده مثله ، وذكر قوله في الكواكب : هذا ربي  وقوله لآلهتهم : بل فعله كبيرهم هذا  وقوله : إني سقيم  وإني أخاف أن يطرحني في النار ، انطلقوا إلى غيري ، نفسي نفسي . فينطلقون إلى موسى  ، فيقولون : يا موسى  أنت نبي اصطفاك الله برسالاته ، وكلمك تكليما ، فاشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى ما نحن فيه من الشر ؟ فيقول موسى   : إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ، ولن يغضب بعده مثله ، وإني قد قتلت نفسا ، ولم أؤمر بها ، فأخاف أن يطرحني في النار ، انطلقوا إلى غيري ، نفسي نفسي . 
فينطلقون إلى عيسى  ، فيقولون : يا عيسى  أنت نبي الله ، وكلمة الله وروحه ألقاها إلى مريم  ، وروح منه ، اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى ما نحن فيه من الشر ؟ فيقول : إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ، ولن يغضب بعده مثله ، وأخاف أن يطرحني في النار ، انطلقوا إلى غيري ، نفسي نفسي . 
قال عمارة   : ولا أعلمه ذكر ذنبا . 
فيأتون محمدا  صلى الله عليه وسلم ، فيقولون : أنت رسول الله ، وخاتم النبيين ،  [ ص: 383 ] غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ، اشفع لنا إلى ربك ، فأنطلق فآتي العرش ، فأقع ساجدا لربي ، فيقيمني رب العالمين منه مقاما لم يقمه أحدا قبلي ، ولم يقمه أحدا بعدي ، فيقول : يا محمد  أدخل من لا حساب عليه من أمتك من الباب الأيمن ، وهم شركاء الناس في الأبواب الأخر ، والذي نفس محمد  بيده إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة إلى ما بين عضادي الباب كما بين مكة  ، وهجر  ، أو هجر  ومكة  ،  قال : لا أدري أي ذلك قال . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					