[ ص: 573 ] ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم أنه مضاد لخبر الذي ذكرناه زر
6607 - أخبرنا حدثنا محمد بن الحسن بن قتيبة يزيد بن موهب حدثني عن الليث بن سعد عن عقيل بن خالد عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عائشة ، أنها أخبرته : فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلت إلى تسأله ميراثها من رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أفاء الله عليه أبي بكر بالمدينة ، وفدك ، وما بقي من خمس خيبر ، فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إنا لا نورث ، ما تركنا صدقة ، إنما يأكل أبو بكر آل محمد صلى الله عليه وسلم في هذا المال ، وإني والله لا أغير شيئا من صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حالها التي كانت عليها في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولأعملن فيها بما عمل به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأبى أن يدفع إلى أبو بكر فاطمة منها شيئا ، فوجدت فاطمة على في ذلك ، وهجرته ، فلم تكلمه حتى توفيت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بستة أشهر ، فلما توفيت دفنها زوجها أبي بكر رضي الله عنه ليلا ، ولم يؤذن بها علي بن أبي طالب ، وصلى عليها . أبا بكر
وكان من الناس وجهة حياة لعلي فاطمة ، فلما توفيت فاطمة استنكر وجوه الناس ، فالتمس مصالحة ، ومبايعته ، ولم يكن بايع تلك الأشهر ، فأرسل إلى أبي بكر ، أن ائتنا ولا يأتنا معك [ ص: 574 ] أحد ، كراهية أن يحضر أبي بكر ، فقال عمر بن الخطاب عمر بن الخطاب : والله ، لا تدخل عليهم وحدك ، فقال لأبي بكر : ما عسى أن يفعلوا بي والله لآتينهم ، فدخل أبو بكر عليهم ، فتشهد أبو بكر ، وقال : إنا قد عرفنا يا علي بن أبي طالب فضيلتك ، وما أعطاك الله ، ولم أنفس خيرا ساقه الله إليك ، ولكنك استبددت علينا بالأمر ، وكنا نرى أن لنا حقا لقرابتنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلم يزل يكلم أبا بكر حتى فاضت عينا أبا بكر . أبي بكر
فلما تكلم ، قال : والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي من أن أصل أهلي وقرابتي ، وأما الذي شجر بيني وبينكم من هذه الأموال ، فلم آل فيها عن الخير ، ولم أترك أمرا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنعه فيها إلا صنعته ، فقال أبو بكر رضي الله عنه علي بن أبي طالب : موعدك العشية للبيعة . لأبي بكر
فلما صلى صلاة الظهر رقي على المنبر ، فتشهد ، ثم ذكر شأن أبو بكر ، وتخلفه عن البيعة ، وعذره بالذي اعتذر إليه ، ثم استغفر ، وتشهد علي بن أبي طالب ، فعظم حق علي بن أبي طالب ، وحرمته ، وأنه لم يحمله على الذي صنع نفاسة على أبي بكر ، ولا إنكارا للذي فضله الله به ، ولكنا كنا نرى لنا في هذا الأمر نصيبا فاستبد علينا به ، فوجدنا في أنفسنا ، فسر بذلك المسلمون ، وقالوا : أصبت ، وكان المسلمون إلى أبي بكر قريبا حين راجع [ ص: 575 ] الأمر بالمعروف علي أن .