قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=214وأنذر عشيرتك الأقربين واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين فإن عصوك فقل إني بريء مما تعملون وتوكل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين إنه هو السميع العليم .
nindex.php?page=treesubj&link=28997قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=214وأنذر عشيرتك الأقربين فيه مسألتان :
الأولى : قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=214وأنذر عشيرتك الأقربين خص عشيرته الأقربين بالإنذار
[ ص: 132 ] لتنحسم أطماع سائر عشيرته وأطماع الأجانب في مفارقته إياهم على الشرك . وعشيرته الأقربون
قريش . وقيل :
بنو عبد مناف . ووقع في صحيح
مسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=832203وأنذر عشيرتك الأقربين ورهطك منهم المخلصين . وظاهر هذا أنه كان قرآنا يتلى وأنه نسخ ; إذ لم يثبت نقله في المصحف ولا تواتر . ويلزم على ثبوته إشكال ; وهو أنه كان يلزم عليه ألا ينذر إلا من آمن من عشيرته ; فإن المؤمنين هم الذين يوصفون بالإخلاص في دين الإسلام وفي حب النبي صلى الله عليه وسلم لا المشركون ; لأنهم ليسوا على شيء من ذلك ، والنبي صلى الله عليه وسلم دعا عشيرته كلهم مؤمنهم وكافرهم ، وأنذر جميعهم ومن معهم ومن يأتي بعدهم صلى الله عليه وسلم ; فلم يثبت ذلك نقلا ولا معنى . وروى
مسلم من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : لما نزلت هذه الآية
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=214وأنذر عشيرتك الأقربين دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم
قريشا فاجتمعوا فعم وخص فقال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=830814يا بني كعب بن لؤي أنقذوا أنفسكم من النار ، يا بني مرة بن كعب أنقذوا أنفسكم من النار ، يا بني عبد شمس أنقذوا أنفسكم من النار ، يا بني عبد مناف أنقذوا أنفسكم من النار ، يا بني هاشم أنقذوا أنفسكم من النار ، يا بني عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار ، يا فاطمة أنقذي نفسك من النار ، فإني لا أملك لكم من الله شيئا غير أن لكم رحما سأبلها ببلالها .
الثانية : في هذا الحديث والآية دليل على أن القرب في الأنساب لا ينفع مع البعد في الأسباب ، ودليل على جواز
nindex.php?page=treesubj&link=27175صلة المؤمن الكافر وإرشاده ونصيحته ; لقوله :
nindex.php?page=hadith&LINKID=832204إن لكم رحما سأبلها ببلالها وقوله عز وجل :
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=8لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين الآية ، على ما يأتي بيانه هناك إن شاء الله .
[ ص: 133 ] قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=215واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين تقدم في سورة ( الحجر ) و ( سبحان ) يقال : خفض جناحه إذا لان .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=216فإن عصوك أي خالفوا أمرك .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=216فقل إني بريء مما تعملون أي بريء من معصيتكم إياي ; لأن عصيانهم إياه عصيان لله عز وجل ، لأنه عليه السلام لا يأمر إلا بما يرضاه ، ومن تبرأ منه فقد تبرأ الله منه .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=217وتوكل على العزيز الرحيم أي فوض أمرك إليه فإنه العزيز الذي لا يغالب ، الرحيم الذي لا يخذل أولياءه . وقرأ العامة : " وتوكل " بالواو وكذلك هو في مصاحفهم .
وقرأ
نافع وابن عامر : ( فتوكل ) بالفاء وكذلك هو في مصاحف
المدينة والشام .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=218الذي يراك حين تقوم أي حين تقوم إلى الصلاة في قول أكثر المفسرين ،
ابن عباس وغيره . وقال
مجاهد : يعني حين تقوم حيثما كنت .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=219وتقلبك في الساجدين قال
مجاهد وقتادة : في المصلين . وقال
ابن عباس : أي في أصلاب الآباء ،
آدم ونوح وإبراهيم حتى أخرجه نبيا . وقال
عكرمة : يراك قائما وراكعا وساجدا ; وقاله
ابن عباس أيضا . وقيل : المعنى ; إنك ترى بقلبك في صلاتك من خلفك كما ترى بعينك من قدامك . وروي عن
مجاهد ، ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=15151الماوردي والثعلبي .
nindex.php?page=treesubj&link=31016وكان عليه السلام يرى من خلفه كما يرى من بين يديه ، وذلك ثابت في الصحيح وفي تأويل الآية بعيد
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=220إنه هو السميع العليم تقدم .