ذكر الإخبار بأن ، ثم أبا بكر الصديق ، ثم عمر عثمان
ثم ، الخلفاء بعد المصطفى صلى الله عليه وسلم عليا
ورضي الله عنهم ، وقد فعل
6657 - أخبرنا حدثنا أبو يعلى ، قال : [ ص: 35 ] حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي عن عبد الوارث بن سعيد سعيد بن جمهان عن ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : سفينة الخلافة ثلاثون سنة ، وسائرهم ملوك ، والخلفاء والملوك اثنا عشر .
[ ص: 36 ] قال رضي الله عنه : هذا خبر أوهم من لم يحكم صناعة الحديث أن آخره ينقض أوله ؛ إذ المصطفى صلى الله عليه وسلم أخبر أن الخلافة ثلاثون سنة ، ثم قال : وسائرهم ملوك ، فجعل من تقلد أمور المسلمين بعد ثلاثين سنة ملوكا كلهم ، ثم قال : والخلفاء والملوك اثنا عشر ، فجعل الخلفاء والملوك اثني عشر فقط . أبو حاتم
فظاهر هذه اللفظة ينقض أول الخبر . وليس بحمد الله ومنه كذلك ، ولا يجب أن يجعل حرمان توفيق الإصابة دليلا على بطلان الوارد من الأخبار ، بل يجب أن يطلب العلم من مظانه ، فيتفقه في السنن حتى يعلم أن أخبار من عصم ، ولم يكن ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى صلى الله عليه وسلم ، لا تتضاد ولا تتهاتر ، ولكن معنى الخبر عندنا أن من بعد الثلاثين سنة يجوز أن يقال لهم : خلفاء أيضا على سبيل الاضطرار ، وإن كانوا [ ص: 37 ] ملوكا على الحقيقة ، وآخر الاثني عشر من الخلفاء كان . عمر بن عبد العزيز
فلما ذكر المصطفى صلى الله عليه وسلم الخلافة ثلاثين سنة ، وكان آخر الاثني عشر ، وكان من الخلفاء الراشدين المهديين ، أطلق على من بينه وبين الأربع الأول اسم الخلفاء . عمر بن عبد العزيز
وذاك أن المصطفى صلى الله عليه وسلم قبضه الله إلى جنته يوم الاثنين لثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة عشر من الهجرة .
واستخلف يوم الثلاثاء ثاني وفاته صلى الله عليه وسلم ، وتوفي أبو بكر الصديق ليلة الاثنين لسبع عشرة ليلة مضين من جمادى الآخرة ، وكانت خلافته سنتين وثلاثة أشهر واثنين وعشرين يوما . أبو بكر الصديق
ثم استخلف يوم الثاني من موت عمر بن الخطاب ، ثم قتل أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، وكانت خلافته عشر سنين وستة أشهر وأربع ليال . عمر
[ ص: 38 ] ثم استخلف رضوان الله عليه ، ثم قتل عثمان بن عفان ، وكانت خلافته اثنتي عشرة سنة إلا اثني عشر يوما . عثمان
ثم استخلف رضوان الله عليه ، وقتل ، وكانت خلافته خمس سنين وثلاثة أشهر إلا أربعة عشر يوما . علي بن أبي طالب
فلما قتل رضوان الله عليه ، وذلك يوم السابع عشر من رمضان سنة أربعين ، بايع علي بن أبي طالب أهل الكوفة الحسن بن علي بالكوفة ، وبايع أهل الشام معاوية بن أبي سفيان بإيلياء ، ثم سار يريد معاوية الكوفة ، وسار إليه ، فالتقوا بناحية الحسن بن علي الأنبار ، فاصطلحوا على كتاب بينهم بشروط فيه ، وسلم الأمر إلى الحسن ، وذلك يوم الاثنين لخمس ليال بقين من شهر ربيع الأول سنة إحدى وأربعين ، وتسمى هذه السنة سنة الجماعة . معاوية
[ ص: 39 ] ثم توفي معاوية بدمشق يوم الخميس لثمان بقين من رجب سنة ستين ، وكانت ولايته تسع عشرة سنة وأربعة أشهر إلا ليال ، وكانت له يوم مات ثمان وسبعون سنة .
ثم ولي يزيد بن معاوية ابنه يوم الخميس في اليوم الذي مات فيه أبوه ، وتوفي بحوارين - قرية من قرى دمشق - لأربع عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة أربع وستين ، وهو ابن ثمان وثلاثين سنة ، وكانت ولايته ثلاث سنين وثمانية أشهر إلا أياما .
ثم بويع ابنه معاوية بن يزيد يوم النصف من شهر ربيع الأول سنة أربع وستين ، ومات يوم الخامس والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة أربع وستين ، وكانت إمارته أربعين ليلة ، ومات وهو ابن إحدى وعشرين سنة ، ثم بايع أهل الشام ، وبايع مروان بن الحكم أهل الحجاز ، فاستوى الأمر عبد الله بن الزبير يوم الأربعاء لثلاث ليال خلون من ذي القعدة سنة أربع وستين ، ومات لمروان في شهر رمضان مروان بن الحكم بدمشق سنة خمس وستين ، وله ثلاث وستون سنة ، وكانت إمارته عشرة أشهر إلا ليال .
ثم بايع أهل الشام في اليوم الذي مات [ ص: 40 ] فيه أبوه ، ومات عبد الملك بن مروان عبد الملك بدمشق في شوال سنة ست وثمانين وله اثنان وستون سنة .
ثم بايع أهل الشام ابنه يوم توفي الوليد عبد الملك .
ثم توفي الوليد بدمشق في النصف من جمادى الآخرة سنة ست وتسعين ، وكان له يوم مات ثمان وأربعون سنة ، وكانت إمارته تسع سنين وثمانية أشهر .
ثم بويع أخوه لأمه وأبيه ، وتوفي سليمان بن عبد الملك يوم الجمعة لعشر ليال بقين من صفر سليمان بدابق سنة تسع وتسعين وله خمس وأربعون سنة ، وكانت إمارته سنتين وثمانية أشهر وخمس ليال .
ثم بايع الناس في اليوم الذي مات فيه عمر بن عبد العزيز ، وتوفي رحمه الله سليمان بدير سمعان من أرض حمص يوم الجمعة لخمس ليال بقين من رجب سنة إحدى ومائة ، وله يوم مات إحدى وأربعون سنة ، وكانت خلافته سنتين وخمسة أشهر وخمس ليال .
[ ص: 41 ] وهو آخر الخلفاء الاثني عشر الذين خاطب النبي صلى الله عليه وسلم أمته بهم .