[ ص: 60 ] ذكر إخبار المصطفى صلى الله عليه وسلم عن موت أبي ذر
6671 - أخبرنا حدثنا أبو خليفة حدثنا علي ابن المديني حدثني يحيى بن سليم عبد الله بن عثمان بن خثيم عن عن مجاهد إبراهيم بن الأشتر عن عن أبيه أم ذر ، قالت : الوفاة بكيت ، فقال : ما يبكيك ؟ فقلت : وما لي لا أبكي وأنت تموت بفلاة من الأرض ، وليس عندي ثوب يسعك كفنا ، ولا يدان لي في تغييبك ، قال : أبشري ولا تبكي ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : لا يموت بين امرأين مسلمين ولدان أو ثلاث ، فيصبران ويحتسبان فيريان النار أبدا ، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لنفر أنا فيهم : ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المؤمنين ، وليس من أولئك النفر أحد إلا وقد مات في قرية وجماعة ، فأنا ذلك الرجل ، والله ما كذبت ولا كذبت ، فأبصري الطريق ، فقلت : أنى وقد ذهبت الحاج وتقطعت الطرق ، فقال : اذهبي فتبصري ، قالت : فكنت [ ص: 61 ] أشتد إلى الكثيب أتبصر ، ثم أرجع فأمرضه ، فبينما هو وأنا كذلك إذا أنا برجال على رحلهم ، كأنهم الرخم تخب بهم رواحلهم ، قالت : فأسرعوا إلي حين وقفوا علي ، فقالوا : يا أمة الله ، ما لك ؟ قلت : امرؤ من المسلمين يموت فتكفنونه ؟ قالوا : ومن هو ؟ قالت : أبا ذر ، قالوا : صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قلت : نعم ، ففدوه بآبائهم وأمهاتهم ، وأسرعوا إليه حتى دخلوا عليه ، فقال لهم : أبشروا ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لنفر أنا فيهم : ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض ، يشهده عصابة من المؤمنين ، وليس من أولئك النفر رجل إلا وقد هلك في جماعة ، فوالله ما كذبت ولا كذبت ؛ إنه لو كان عندي ثوب يسعني كفنا لي أو لامرأتي ، لم أكفن إلا في ثوب هو لي أو لها ، إني أنشدكم الله أن يكفنني رجل منكم كان أميرا أو عريفا أو بريدا أو نقيبا ، فليس من أولئك النفر أحد إلا وقد قارف بعض ما قال إلا فتى من الأنصار ، قال : أنا أكفنك يا عم ، أكفنك في ردائي هذا ، وفي ثوبين في عيبتي من غزل أمي ، قال : أنت فكفني ، فكفنه الأنصاري في النفر الذين حضروا ، وقاموا عليه ودفنوه في نفر كلهم يمان أبو ذر لما حضرت .