ذكر العلامة الثالثة التي تظهر في العرب عند خروج
الدجال من وثاقه كفانا الله وكل مسلم شره وفتنته
6788 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال : حدثنا عبد الملك بن سليمان القرقساني قال : حدثنا قال : حدثنا عيسى بن يونس عمران بن سليمان القمي عن ، قال : سمعت الشعبي فاطمة بنت قيس ، تقول : الدجال ، فإنه لم يكن نبي قبلي إلا وقد أنذره أمته ، وهو كائن فيكم أيتها الأمة ، إنه لا نبي بعدي ولا أمة بعدكم .
ألا إن تميما الداري أخبرني أن ابن عم له وأصحابه ركبوا بحر الشام ، فانتهوا إلى جزيرة من جزائره ، فإذا هم بدهماء تجر شعرها ، قالوا : ما أنت ؟ قالت : الجساسة - أو الجاسسة - قالوا : أخبرينا ؟ قالت : ما أنا بمخبرتكم عن شيء ، ولا سائلتكم عنه ، ولكن ائتوا الدير ، فإن فيه رجلا بالأشواق إلى لقائكم . فأتوا الدير ، فإذا هم برجل ممسوح العين موثق في الحديد إلى سارية ، فقال : من أين أنتم ؟ ومن أنتم ؟ قالوا : من أهل الشام ، قال : فمن أنتم ؟ قالوا : نحن العرب ، قال : فما فعلت العرب ؟ قالوا : خرج فيهم نبي بأرض تيماء ، قال : فما فعل الناس ؟ قالوا : فيهم من صدقه ، وفيهم من كذبه ، قال : أما إنهم إن يصدقوه ويتبعوه خير لهم لو كانوا يعلمون ، ثم قال : ما بيوتكم ؟ قالوا : من شعر وصوف تغزله نساؤنا ، قال : فضرب بيده على فخذه ، ثم قال : هيهات ، ثم قال : ما فعلت بحيرة طبرية ؟ قالوا : تدفق جوانبها يصدر من أتاها ، فضرب بيده على فخذه ، ثم قال : هيهات ، ثم قال : ما فعلت عين زغر ؟ قالوا : تدفق [ ص: 197 ] جوانبها يصدر من أتاها ، قال : فضرب بيده على فخذه ، ثم قال : هيهات ، ثم قال : ما فعل نخل بيسان ؟ قالوا : يؤتي جناه في كل عام ، قال : فضرب بيده على فخذه ، ثم قال : هيهات ، ثم قال : أما إني لو قد حللت من وثاقي هذا لم يبق منهل إلا وطئته إلا مكة ، وطيبة ؛ فإنه ليس لي عليهما سبيل .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هذه طيبة ، حرمتها كما حرم إبراهيم مكة ، والذي نفسي بيده ، ما فيها نقب في سهل ولا جبل إلا وعليه ملكان شاهرا السيف يمنعان الدجال إلى يوم القيامة صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر ، [ ص: 196 ] فحمد الله ، وأثنى عليه ، ثم قال : أنذركم .
[ ص: 198 ]