ذكر كتبة الله جل وعلا الحسنة للمسلم الفقير
الصابر على ما أوتي من فقره ، بما منع
من حطام هذه الزائلة .
685 - أخبرنا حدثنا ابن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى حدثني ابن [ ص: 461 ] وهب عن معاوية بن صالح عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن عن أبيه ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أبي ذر أترى كثرة المال هو الغنى ؟ قلت : نعم يا رسول الله ، قال : فترى قلة المال هو الفقر ؟ قلت : نعم يا رسول الله ، قال : إنما الغنى غنى القلب ، والفقر فقر القلب . ثم سألني عن رجل من قريش ، فقال : هل تعرف فلانا؟ قلت : نعم يا رسول الله ، قال : فكيف تراه وتراه ؟ قلت : إذا سأل أعطي ، وإذا حضر أدخل ، ثم سألني عن رجل من أهل الصفة ، فقال : هل تعرف فلانا ؟ قلت : لا والله ما أعرفه يا رسول الله ، قال : فما زال يحليه وينعته حتى عرفته ، فقلت : قد عرفته يا رسول الله ، قال : فكيف تراه أو تراه ؟ قلت : رجل مسكين من أبا ذر أهل الصفة ، فقال : هو خير من طلاع الأرض من الآخر . قلت : يا رسول الله ، أفلا يعطى من بعض ما يعطى الآخر ؟ فقال : إذا أعطي خيرا فهو أهله ، وإن صرف عنه فقد أعطي حسنة يا " .