[ ص: 331 ] ذكر رضا المصطفى صلى الله عليه وسلم عن عمر بن الخطاب
رضي الله عنه في صحبته إياه
6905 - أخبرنا حدثنا أحمد بن علي بن المثنى قطن بن نسير الغبري حدثنا حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي عن ثابت البناني ، قال : أبي رافع أبو لؤلؤة عبدا ، وكان يصنع الأرحاء ، وكان للمغيرة بن شعبة المغيرة يستغله كل يوم بأربعة دراهم ، فلقي أبو لؤلؤة رضي الله عنه ، فقال : يا أمير المؤمنين ، إن عمر بن الخطاب المغيرة قد أثقل علي غلتي : فكلمه يخفف عني ، فقال له : اتق الله ، وأحسن إلى مولاك ، فغضب العبد وقال : وسع الناس كلهم عدلك غيري ، فأضمر على قتله ، فاصطنع [ ص: 332 ] خنجرا له رأسان ، وسمه ، ثم أتى به عمر الهرمزان ، فقال : كيف ترى هذا ؟ فقال : إنك لا تضرب بهذا أحدا إلا قتلته .
قال : وتحين أبو لؤلؤة ، فجاءه في صلاة الغداة ، حتى قام وراء عمر ، وكان عمر إذا أقيمت الصلاة ، يقول : أقيموا صفوفكم ، فقال كما كان يقول ، فلما كبر وجأه عمر أبو لؤلؤة في كتفه ، ووجأه في خاصرته ، فسقط وطعن بخنجره ثلاثة عشر رجلا ، فهلك منهم سبعة وحمل عمر ، فذهب به إلى منزله ، وصاح الناس حتى كادت تطلع الشمس . عمر
فنادى الناس : يا أيها الناس ، الصلاة الصلاة ، قال : ففزعوا إلى الصلاة ، فتقدم عبد الرحمن بن عوف ، فصلى بهم بأقصر سورتين في القرآن ، فلما قضى صلاته توجهوا إلى عبد الرحمن بن عوف ، فدعا عمر بشراب لينظر ما قدر جرحه ، فأتي بنبيذ فشربه ، فخرج من جرحه فلم يدر أنبيذ هو أم دم ، فدعا بلبن فشربه فخرج من جرحه ، فقالوا : لا بأس عليك يا أمير المؤمنين ، قال : إن يكن القتل بأسا فقد قتلت . عمر
فجعل الناس يثنون عليه يقولون : جزاك الله خيرا يا أمير المؤمنين ، كنت وكنت ، ثم ينصرفون ، ويجيء قوم آخرون ، فيثنون عليه ، فقال : أما والله على ما تقولون وددت أني خرجت منها كفافا لا علي ولا لي ، وإن صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم سلمت لي . عمر
[ ص: 333 ] فتكلم - وكان عند رأسه ، وكان خليطه كأنه من أهله ، وكان عبد الله بن عباس يقرئه القرآن - فتكلم ابن عباس فقال : لا والله ، لا تخرج منها كفافا لقد صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم فصحبته وهو عنك راض بخير ما صحبه صاحب ، كنت له ، وكنت له ، وكنت له ، حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنك راض ، ثم صحبت خليفة رسول الله ، فكنت تنفذ أمره وكنت له ، وكنت له ، ثم وليتها يا أمير المؤمنين أنت ، فوليتها بخير ما وليها وال ، وكنت تفعل ، وكنت تفعل ، فكان ابن عباس يستريح إلى حديث عمر ، فقال له ابن عباس : كرر علي حديثك ، فكرر عليه ، فقال عمر : أما والله على ما تقول لو أن لي طلاع الأرض ذهبا لافتديت به اليوم من هول المطلع ، قد جعلتها شورى في ستة : عمر ، عثمان ، وعلي بن أبي طالب ، وطلحة بن عبيد الله ، والزبير بن العوام ، وعبد الرحمن بن عوف ، وجعل وسعد بن أبي وقاص معهم مشيرا ، وليس منهم ، وأجلهم ثلاثا ، وأمر عبد الله بن عمر أن يصلي بالناس ، رحمة الله عليه ورضوانه صهيبا . كان