ذكر البيان بأن وحشيا لما أسلم أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يغيب عنه وجهه لما كان منه في ما كان حمزة
7017 - أخبرنا - وكان واحد زمانه - حدثنا محمد بن عبد الرحمن الدغولي محمد بن مشكان السرخسي حدثنا حجين بن المثنى أبو عمر [ ص: 482 ] البغدادي حدثنا عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة بن أخي الماجشون عبد الله بن الفضل الهاشمي عن عن سليمان بن يسار جعفر بن عمرو بن أمية الضمري ، قال : إلى عبيد الله بن عدي بن الخيار الشام ، فلما قدمنا حمص ، قال لي عبيد الله : هل لك في وحشي نسأله عن قتل ؟ قلت : نعم ، قال : وكان حمزة وحشي يسكن حمص ، قال : فسألنا عنه ، فقيل لنا : هو ذاك في ظل قصره ، كأنه حميت ، قال : فجئنا حتى وقفنا عليه ، فسلمنا فرد السلام ، قال : وعبيد الله معتجر بعمامة ما يرى وحشي إلا عينيه ورجليه ، قال : فقال له عبيد الله : يا وحشي ، أتعرفني ؟
فنظر إليه وقال : لا والله إلا أني أعلم أن عدي بن الخيار تزوج امرأة يقال لها : أم القتال بنت أبي العيص ، فولدت له غلاما بمكة فاسترضعه ، فحملت ذلك الغلام مع أمه فناولتها إياه ، فلكأني نظرت إلى قدميك .
قال : فكشف عبيد الله عن وجهه ، ثم قال : ألا تخبرنا بقتل ؟ قال : نعم ، إن حمزة قتل حمزة طعيمة بن عدي بن الخيار ببدر ، قال : فقال لي مولاي : إن قتلت جبير بن مطعم بعمي فأنت حر ، قال : فلما أن خرج الناس عام عينين - ، قال : حمزة وعينين جبل تحت أحد ، بينه وبين واد - ، قال : فخرجت مع الناس إلى [ ص: 483 ] القتال ، فلما اصطفوا للقتال ، خرج سباع أبو نيار ، قال : فخرج إليه ، فقال : يا حمزة بن عبد المطلب سباع ، يا ابن أم أنمار ، يا ابن مقطعة البظور ، تحاد الله ورسوله ؟ قال : ثم شد عليه ، فكان كأمس الذاهب ، قال : وانكمنت لحمزة حتى مر علي ، فلما أن دنا مني رميته بحربتي ، فأضعها في ثنته حتى خرجت من بين وركيه . قال : فكان ذلك العهد به ، فلما رجع الناس ، رجعت معهم ، فأقمت بمكة حتى نشأ فيها الإسلام ، ثم خرجت إلى الطائف ، قال : وأرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رسلا ، قال : وقيل له : إنه لا يهيج الرسل ، قال : فجئت فيهم حتى قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : أنت وحشي ؟ قلت : نعم ، قال : أنت قتلت ؟ قال : قلت : قد كان من الأمر ما بلغك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما تستطيع أن تغيب عني وجهك ؟ قال : فخرجت ، فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج حمزة مسيلمة الكذاب ، قال : قلت : لأخرجن إلى مسيلمة لعلي أقتله ، فأكافئ به ، قال : فخرجت مع الناس ، فكان من أمرهم ما كان ، قال : وإذا رجيل قائم في ثلمة جدار كأنه جمل أورق ما نرى رأسه ، قال : فأرميه بحربتي ، فأضعها بين ثدييه ، حتى خرجت من بين كتفيه ، قال : ودب رجل من الأنصار ، فضربه بالسيف على هامته . حمزة
[ ص: 484 ] قال عبد الله بن الفضل ، وأخبرني ، أنه سمع سليمان بن يسار ، يقول : قالت جارية على ظهر البيت : إن أمير المؤمنين قتله العبد الأسود عبد الله بن عمر . خرجت مع