[ ص: 93 ] ذكر ذكر الله جل وعلا في ملكوته من ذكره في نفسه من عباده ، مع ذكره إياهم في المقربين من ملائكته عند ذكرهم إياه في خلقه
811 - أخبرنا عبد الله بن قحطبة بن مرزوق قال : حدثنا قال : أخبرنا محمد بن الصباح عن جرير عن الأعمش عن أبي صالح ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال الله تبارك وتعالى : أبي هريرة أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه حيث يذكرني ، إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ، وإن تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة .
[ ص: 94 ] قال رضي الله عنه : الله أجل وأعلى من أن ينسب إليه شيء من صفات المخلوق ، إذ ليس كمثله شيء ، وهذه ألفاظ خرجت من ألفاظ التعارف على حسب ما يتعارفه الناس مما بينهم . ومن ذكر ربه جل وعلا في نفسه بنطق أو عمل يتقرب به إلى ربه ، ذكره الله في ملكوته بالمغفرة له تفضلا وجودا ، ومن ذكر ربه في ملأ من عباده ، ذكره الله في ملائكته المقربين بالمغفرة له ، وقبول ما أتى عبده من ذكره ، ومن تقرب إلى الباري جل وعلا بقدر شبر من الطاعات ، كان وجود الرأفة والرحمة من الرب منه له أقرب بذراع ، ومن تقرب إلى مولاه جل وعلا بقدر ذراع من الطاعات كانت المغفرة منه له أقرب بباع ، ومن أتى في أنواع الطاعات بالسرعة كالمشي ، أتته أنواع الوسائل ووجود الرأفة والرحمة والمغفرة بالسرعة كالهرولة ، والله أعلى وأجل . أبو حاتم