[ ص: 163 ] آخر 
 152  - أخبرنا  أبو طاهر المبارك ابن أبي المعالي الحريمي  وأبو أحمد عبد الله بن أحمد بن صاعد الحربي   - أن هبة الله  أخبرهم ، أبنا الحسن  ، أبنا أحمد  ، ثنا عبد الله  ، حدثني  أبي  ، ثنا  سليمان بن داود  ، ثنا  عبد الرحمن بن أبي الزناد  عن  أبيه  ، عن  عبيد الله   ( ح ) . 
 153  - وأخبرنا  أبو جعفر محمد بن أحمد   - بأصبهان   - وفاطمة بنت سعد  [ ص: 164 ] الخير   - بالقاهرة   - أن فاطمة الجوزدانية  أخبرتهم ، أبنا  محمد بن عبد الله بن ريذة  ، أبنا  سليمان بن أحمد الطبراني  ، ثنا  علي بن عبد العزيز  ، ثنا  سليمان بن داود الهاشمي  ، ثنا  عبد الرحمن بن أبي الزناد  ، عن  أبيه  ، عن  عبيد الله بن عبد الله  ، عن  ابن عباس  ، قال : ما نصر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في موطن نصره في أحد ، فأنكر ذلك عليه ، فقال  ابن عباس   : بيني وبين من ينكر كتاب الله ، إن الله يقول : ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه  ، فقال  ابن عباس   : والحس : القتل ، حتى إذا فشلتم  ، إلى قوله : ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين  ، وإنما عنى بهذا الرماة ، وذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أقامهم في مرصد ، ثم قال : احموا ظهورنا ، فإن رأيتمونا نقتل فلا تنصرونا ، وإن رأيتمونا قد غنمنا فلا تشركونا ، فلما غنم الله النبي - صلى الله عليه وسلم - وأباحه عسكر المشركين انفكت الرماة جميعا ، فدخلوا العسكر ينتهبون ، وقد التفت صفوف أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فهم هكذا ، وشبك بين أصابعه اليمنى واليسرى ، فلما أخلت الرماة تلك الخلة التي كانوا فيها دخلت الخيل من ذلك الموضع على أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فضرب بعضهم بعضا ، وقتل من المسلمين ناس كثير ، وقد كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -  [ ص: 165 ] وأصحابه من أول النهار حتى قتل من أصحاب لواء المشركين سبعة أو تسعة ، وجال المسلمون جولة نحو الجبل ولم يبلغوا حيث يقول الناس الغار ، إنما كانوا تحت المهراس  ، وصاح الشيطان : قتل محمد  ، فلم نشك فيه أنه حق ، وإنا كذلك لا نشك أنه حق قد قتل حتى طلع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين الشعبين فعرفته بتكفئه إذا مشى ، قال : ففرحنا حتى كأنه لم يصبنا ما أصابنا ، قال : فرقا نحونا وهو يقول : " اشتد غضب الله على قوم دموا وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ويقول مرة أخرى : " اللهم إنه ليس لهم أن يعلونا حتى ينتهوا إلينا " ، فمكث ساعة وإذا أبو سفيان  يصيح من أسفل الجبل : " اعل هبل - يعني آلهته - أين ابن أبي كبشة  ، أين ابن أبي قحافة  ، أين  ابن الخطاب  ؟ قال : فقال  عمر   : يا رسول الله ، ألا أجيبه ؟ قال : " بلى " ، قال : فلما قال : اعل هبل ، قال  عمر بن الخطاب   : الله أعلى وأجل ، قال : فقال أبو سفيان   : يا  ابن الخطاب  ، إنك قد أنعمت ، فعاد لمثلها فقال : أين ابن أبي كبشة  ، أين ابن أبي قحافة  ، أين  ابن الخطاب  ؟ فقال  عمر   : هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذا أبو بكر  ، هذا أنا  عمر  ، فقال أبو سفيان   : يوم بيوم بدر ، إن الأيام دول ، وإن الحرب سجال ، قال : فقال  عمر   : لا سواء ، قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار ، فقال : إنكم لتزعمون ذلك ، لقد خبنا إذا وخسرنا . ثم قال أبو سفيان   : أما أنكم ستجدون في قتلاكم مثلا ولم يكن ذلك عن رأي كبرائنا ، ثم أدركته حمية الجاهلية ، فقال : أما إنه إن كان ذاك لم نكرهه   . 
لفظ رواية  علي بن عبد العزيز   . 
وفي رواية  الإمام أحمد  عن  ابن عباس  ، أنه قال : ما نصر الله -  [ ص: 166 ] تبارك وتعالى - في موطن كما نصر يوم أحد قال : فأنكرنا ذلك ، فقال  ابن عباس   : بيني وبين من أنكر ذلك كتاب الله - تبارك وتعالى - يقول في يوم أحد : ولقد صدقكم الله وعده  ، وعنده : أقامهم في موضع ، وعنده : فلما غنم النبي - صلى الله عليه وسلم - وأباحوا عسكر المشركين أكبالرماة  جميعا فدخلوا في العسكر ينهبون ، وعنده : فهم كذا وشبك بين أصابع يديه والتبسوا ، فلما أخل الرماة  ، وعنده : " وأصحابه أول النهار  " ، وعنده : " فلم يشك في أنه حق ، فما زلنا كذلك ما نشك أنه قد قتل حتى طلع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين السعدين نعرفه  " ، وعنده : " يعلونا حتى انتهى إلينا  " ، وعنده : " اعل هبل مرتين  " ، وعنده : " ألا أجيبه " ، وعنده : " قال  عمر   : الله أعلى وأجل " ، وعنده : " أنعمت عنها ، فقال : أين ابن أبي كبشة   " ، وعنده : " سوف تجدون في قتلاهم مثلى ، ولم يك ذاك عن رأي سراتنا ، قال : ثم  " ، وعنده : " أما إنه قد كان " . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					