الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
3947 [ 2024 ] وعن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=660955سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله: nindex.php?page=treesubj&link=23993_33357_27530ومن أظلم ممن ذهب يخلق خلقا كخلقي، فليخلقوا ذرة، وليخلقوا حبة، وليخلقوا شعيرة.
وقول nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس لمستفتيه عن الصور: ( ادن مني) ثلاثا، ووضعه يده على رأسه مبالغة في استحضار ذهنه، وفهمه، وفي تسميعه، وتعظيمه لأمر ما يلقيه إليه.
[ ص: 432 ] وقوله - صلى الله عليه وسلم -: ( كل مصور في النار ) محمله على مصوري ذوات الأرواح، بدليل قوله - صلى الله عليه وسلم -: ( يقال لهم: أحيوا ما خلقتم ).
و(قوله: كلف أن ينفخ فيها الروح ) من هنا رأى nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : أن nindex.php?page=treesubj&link=23993تصوير ما ليس له روح يجوز هو والاكتساب به. وهو مذهب جمهور السلف والخلف. وخالفهم في ذلك nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد فقال: لا يجوز تصوير شيء من ذلك كله، سواء كان له روح أو لم يكن; متمسكا في ذلك بقول الله تعالى: ( nindex.php?page=hadith&LINKID=660955ومن أظلم ممن ذهب يخلق خلقا كخلقي، فليخلقوا ذرة، وليخلقوا حبة، وليخلقوا شعيرة ) فعم بالذم والتهديد والتقبيح كل من تعاطى تصوير شيء مما خلقه الله تعالى.
وقد دل هذا الحديث على أن nindex.php?page=treesubj&link=27530_23993الذم والوعيد إنما علق بالمصورين من حيث تشبهوا بالله تعالى في خلقه، وتعاطوا مشاركة فيما انفرد الله تعالى به من الخلق والاختراع. وهذا يوضح حجة nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد . وقد استثنى الجمهور من الصور لعب البنات كما تقدم. وشذ بعض الناس فمنعها، ورأى أن إباحة ذلك منسوخة بهذا النهي ، وهو ممنوع من ذلك، مطالب بتحقيق التعارض والتاريخ، واستثنى بعض أصحابنا من ذلك النهي ما لا يبقى كصور الفخار، والشمع، وما شاكل ذلك، وهو مطالب بدليل التخصيص، وليس له عليه نص، بل ولا ظاهر، وإنما هو نظر قاصر يرده المعنى الذي قررناه، والظواهر.
[ ص: 433 ] و(قوله: nindex.php?page=treesubj&link=30296كلف أن ينفخ فيها الروح، وليس بنافخ ) أي: ألزم ذلك وطوقه، ولا يقدر على الامتثال، فيعذب على كل حال.
ويستفاد منه جواز التكليف بالمحال في الدنيا، كما جاز ذلك في الآخرة. لكن: ليس مقصود هذا التكليف طلب الامتثال، وإنما مقصوده تعذيب المكلف، وإظهار عجزه عما تعاطاه مبالغة في توبيخه، وإظهار قبيح فعله. والله تعالى أعلم.