الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              4033 [ 2081 ] عن ابن مسعود قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذنك علي أن يرفع الحجاب، وأن تسمع سوادي، حتى أنهاك.

                                                                                              رواه أحمد (1 \ 404) ومسلم (2169) وابن ماجه (139).

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              وقوله - صلى الله عليه وسلم - لابن مسعود - رضي الله عنه -: ( إذنك علي أن يرفع الحجاب وأن تسمع سوادي ) الرواية في: ( أن يرفع ) أن يبنى لما لم يسم فاعله، ولا يجوز غيرها. وسببه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جعل لعبد الله إذنا خاصا به، وهو أنه إذا جاء بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فوجد الستر قد رفع دخل من غير إذن بالقول، ولم يجعل ذلك لغيره إلا بالقول، كما قال تعالى: لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها وبقوله تعالى: لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم ؛ ولذلك كانت الصحابة - رضي الله عنهم - تذكر ذلك في فضائل ابن مسعود ، فتقول: كان ابن مسعود يؤذن له إذا حجبنا، وكأن ابن مسعود كان له من التبسط في بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - والانبساط ما لم يكن لغيره؛ لما علمه النبي - صلى الله عليه وسلم - من حاله، ومن خلقه، ومن إلفه لبيته.

                                                                                              ويستفاد من هذا الحديث أن رب المنزل لو جعل رفع ستر بيته علامة على الإذن في الدخول إليه لاكتفي بذلك عن الاستئذان بالقول.

                                                                                              و( السواد ) بكسر السين: الرواية، وهو السرار. تقول: ساودته مساودة وسوادا; أي: ساررته. وأصله: إدناء سوادك من سواده - بفتح السين - وهو: الشخص.




                                                                                              الخدمات العلمية