4191 [ 2098 ] وعنه قال: لأن يمتلئ جوف الرجل قيحا يريه خير من أن يمتلئ شعرا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
رواه (2 \ 288) أحمد (6155) والبخاري (2257) ومسلم (2851) والترمذي (3759).
وابن ماجه
أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللَّهَ بَاطِلٌ
) الْبَاطِلُ هُنَا: أَرَادَ بِهِ: الْمُضْمَحِلَّ الْمُتَغَيِّرَ، الَّذِي هُوَ بِصَدَدِ أَنْ يَهْلِكَ وَيَتْلَفَ، وَهَذَا نَحْوٌ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=88كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ وَلَا شَكَّ فِي أَنَّ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ أَصْدَقُ مَا يَتَكَلَّمُ بِهِ نَاظِمٌ أَوْ نَاثِرٌ; لِأَنَّ مُقَدِّمَتَهَا الْكُلِّيَّةَ [ ص: 528 ] مَقْطُوعٌ بِصِحَّتِهَا وَشُمُولِهَا عَقْلًا وَنَقْلًا، وَلَمْ يَخْرُجْ مِنْ كُلِّيَّتِهَا شَيْءٌ قَطْعًا إِلَّا مَا اسْتُثْنِيَ فِيهَا، وَهُوَ: اللَّهُ تَعَالَى، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْخُلْ فِيهَا قَطْعًا، فَإِنَّ الْعَقْلَ الصَّرِيحَ قَدْ دَلَّ عَلَى أَنَّ كُلَّ مَا نُشَاهِدُهُ مِنْ هَذِهِ الْمَوْجُودَاتِ مُمْكِنٌ فِي نَفْسِهِ، مُتَغَيِّرٌ فِي ذَاتِهِ، وَكُلُّ مَا كَانَ كَذَلِكَ كَانَ مُفْتَقِرًا إِلَى غَيْرِهِ، وَذَلِكَ الْغَيْرُ إِنْ كَانَ مُمْكِنًا مُتَغَيِّرًا كَانَ مِثْلَ الْأَوَّلِ; فَلَا بُدَّ أَنْ يَسْتَنِدَ إِلَى مَوْجُودٍ لَا يَفْتَقِرُ إِلَى غَيْرِهِ، يَسْتَحِيلُ عَلَيْهِ التَّغَيُّرُ، وَهُوَ الْمُعَبَّرُ عَنْهُ فِي لِسَانِ النُّظَّارِ: بِوَاجِبِ الْوُجُودِ. وَفِي لِسَانِ الشَّرْعِ: بِالصَّمَدِ الْمَذْكُورِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=1قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=2اللَّهُ الصَّمَدُ وَبِقَوْلِهِ: nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=25أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ وَعِنْدَ الِانْتِهَاءِ إِلَى هَذَا الْمَقَامِ يُفْهَمُ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى: nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=26كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=27وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ وَلِلْكَلَامِ فِي تَفَاصِيلِ مَا أُجْمِلَ مَوَاضِعُ أُخَرُ.ألا كل شيء ما خلا الله باطل
) الباطل هنا: أراد به: المضمحل المتغير، الذي هو بصدد أن يهلك ويتلف، وهذا نحو من قوله تعالى: nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=88كل شيء هالك إلا وجهه ولا شك في أن هذه الكلمات أصدق ما يتكلم به ناظم أو ناثر; لأن مقدمتها الكلية [ ص: 528 ] مقطوع بصحتها وشمولها عقلا ونقلا، ولم يخرج من كليتها شيء قطعا إلا ما استثني فيها، وهو: الله تعالى، فإنه لم يدخل فيها قطعا، فإن العقل الصريح قد دل على أن كل ما نشاهده من هذه الموجودات ممكن في نفسه، متغير في ذاته، وكل ما كان كذلك كان مفتقرا إلى غيره، وذلك الغير إن كان ممكنا متغيرا كان مثل الأول; فلا بد أن يستند إلى موجود لا يفتقر إلى غيره، يستحيل عليه التغير، وهو المعبر عنه في لسان النظار: بواجب الوجود. وفي لسان الشرع: بالصمد المذكور في قوله تعالى: nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=1قل هو الله أحد nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=2الله الصمد وبقوله: nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=25أن الله هو الحق المبين وعند الانتهاء إلى هذا المقام يفهم معنى قوله تعالى: nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=26كل من عليها فان nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=27ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام وللكلام في تفاصيل ما أجمل مواضع أخر.