[ التنبيه الثالث ] باعتبار معناه
، والمراد أن الماهية إما أن تعتبر من حيث إنها ماهية مع قطع النظر عما يعرض لها من العوارض كالجزئية والخارجية ، أو يعتبر مع العارض نحو كونها جزءا لغيرها أو خارجا عن ماهية غيرها ، فالأول تمام الماهية ، والثاني جزء منها ، والثالث خارج عنها . والكلي إما تمام الماهية أو جزء منها أو خارج عنها
واعلم أن المقول في جواب ما هو ، إنما هو الأول ، لأنه سؤال عما به هوية الشيء وهو تمام الماهية ، وأما الكلي الذي هو جزء الماهية فهو المسمى بالذاتي على رأي الأكثرين ، فتمام المشترك هو الجنس ، وتمام التمييز هو الفصل .
وأما الخارج فإن اختص بنوع واحد لا يوجد في غيره فهو الخاصة ، وإن لم يختص فهو العرض العام .
ومما يغلظ فيه كون العرض هاهنا هو المقابل للجوهر ، وليس كذلك فإن العرضي قد يكون جوهرا كالأبيض ، وقد لا يكون كالبياض ، والعرض لا يكون جوهرا كالبياض ، ثم العرض قد يكون لازما لحقيقة الشيء ، كالضحك للإنسان أعني بالقوة .