الثاني : [
nindex.php?page=treesubj&link=21052المراد بصيغة ( افعل ) ] المراد بصيغة " افعل " لفظها وما قام مقامها من اسم الفعل كصه ، والمضارع المقرون باللام ، مثل " ليقم " على الخلاف السابق فيه . وصيغ الأمر من الثلاثي " افعل " نحو اسمع نحو احضر ، وافعل نحو اضرب ، ومن الرباعي فعلل نحو قرطس ، وأفعل نحو أعلم ، وفعل نحو علم ، وفاعل نحو ناظر ، ومن الخماسي تفعلل نحو تقرطس ، وتفاعل نحو تقاعس ، وانفعل نحو انطلق ، وافتعل نحو استمع وافعل نحو احمر ، ومن السداسي استفعل نحو استخرج ، وافعوعل نحو اغدودن ، وافعال نحو احمار ، وافعنلل نحو اقعنسس ، وافعول نحو اعلوط
[ ص: 275 ] وكذلك المصدر المجعول جزاء الشرط بحرف الفاء كقوله تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=3فتحرير رقبة } أي : فحرروا ، وقوله : {
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=4فضرب الرقاب } أي : فاضربوا الرقاب ، وقوله : {
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=196ففدية من صيام } أي : فافدوا ، وقوله : {
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=185فعدة من أيام أخر } أي : صوموا .
قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14958القاضي الحسين في أول باب الرهن من تعليقه " . وإنما خص الأصوليون " افعل " بالذكر لكثرة دورانه في الكلام . وترد صيغة " افعل " لنيف وثلاثين معنى : أحدها : الإيجاب ، كقوله تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=43وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة } . الثاني : كقوله : {
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=33فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا } ومثله
nindex.php?page=showalam&ids=17032محمد بن نصر المروزي في كتاب " تعظيم قدر الصلاة " بقوله تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=40فسبحه وأدبار السجود } ومثله
ابن فارس بقوله تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=10فانتشروا في الأرض } وأشار
المازري إلى أن هذا القسم إنما يصح إذا قلنا : المندوب مأمور به ، وفيه نظر . الثالث : الإرشاد ، كقوله تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=2وأشهدوا ذوي عدل منكم } {
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=282وأشهدوا إذا تبايعتم } {
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=282إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه } وسماه
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي في أحكام القرآن " : الرشد .
ومثله بقوله {
nindex.php?page=hadith&LINKID=62388سافروا تصحوا } وأشار إلى الفرق بينه وبين الأول ، فقال :
[ ص: 276 ] وفي كل حتم من الله رشد ، فيجتمع الحتم والرشد . وسماه
الصيرفي : الحظ ، وفرق
nindex.php?page=showalam&ids=15022القفال الشاشي وغيره بينه وبين الندب بأن المندوب مطلوب لمنافع الآخرة ، والإرشاد لمنافع الدنيا ، والأول فيه الثواب ، والثاني لا ثواب فيه . الرابع : التأديب وعبر عنه بعضهم بالأدب ومثله بقوله تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=237ولا تنسوا الفضل بينكم } قال : وليس في القرآن غيره ، ومثله
القفال " بالأمر بالاستنجاء باليسار " " أكل الإنسان مما يليه " ومثله
ابن القطان " بالنهي عن التعريس على قارعة الطريق " والأكل من وسط القصعة ، وأن يقرن بين التمرتين " ، قال : فيسمى هذا أدبا ، وهو أخص من الندب ، فإن التأديب يختص بإصلاح الأخلاق وكل تأديب ندب من غير عكس .
الخامس : الإباحة كقوله تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=51كلوا من الطيبات } {
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=3فانكحوا ما طاب لكم من النساء } وأنكر بعض المتأخرين ذلك ، وقال : لم يثبت عندي لغة . والتمثيل بما ذكروه إنما يتم إذا كان الأصل في الأشياء الحظر . السادس : الوعد ، كقوله تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=30وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون } . السابع : الوعيد ويسمى التهديد كقوله تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=29فمن شاء فليؤمن [ ص: 277 ] ومن شاء فليكفر } بدليل قوله : {
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=29إنا أعتدنا للظالمين نارا } وقوله : {
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=40اعملوا ما شئتم } بدليل قوله : {
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=30فإن مصيركم إلى النار } . ومنهم من قال : التهديد أبلغ من الوعيد ، ومثل
nindex.php?page=showalam&ids=17032محمد بن نصر المروزي التهديد بقوله تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=15فاعبدوا ما شئتم من دونه } وقوله لإبليس : {
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=64واستفزز من استطعت } ومنه قوله صلى الله عليه وسلم {
nindex.php?page=hadith&LINKID=61741من باع الخمر فليشقص الخنازير } قال
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع : معناه يعضها .
الثامن : الامتنان كقوله : {
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=172كلوا من طيبات ما رزقناكم } وسماه
إمام الحرمين الإنعام . وهو وإن كان بمعنى الإباحة لكن الظاهر منه تذكير النعمة ، والفرق بينه وبين الإباحة أن الإباحة مجرد إذن وأنه لا بد من اقتران الامتنان بذكر احتياج الخلق إليه ، وعدم قدرتهم عليه ، ونحو ذلك كالتعرض في هذه الآية إلى أن الله تعالى هو الذي رزقه . التاسع : الإنذار كقوله تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=30قل تمتعوا } {
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=3ذرهم يأكلوا ويتمتعوا } والفرق بينه وبين التهديد من وجهتين : أحدهما : الإنذار يجب أن يكون مقرونا بالوعيد كالآية ، والتهديد لا يجب فيه ذلك بل قد يكون مقرونا به وقد لا يكون . وثانيهما : أن الفعل المهدد عليه يكون ظاهره التحريم والبطلان ، وفي الإنذار قد يكون كذلك وقد لا يكون .
[ ص: 278 ] العاشر : الإكرام {
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=46ادخلوها بسلام آمنين } قال
القفال : ومنه {
nindex.php?page=hadith&LINKID=62389قوله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر : اثبت مكانك } . الحادي عشر : السخرية ، كقوله تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=166كونوا قردة خاسئين } ; لأنه لا يصح الأمر إلا بالمقدور عليه ، وجعله
الصيرفي وابن فارس من أمثلة التكوين . قال
ابن فارس : وهذا لا يكون إلا من الله تعالى ، ومثل بها
nindex.php?page=showalam&ids=12671ابن الحاجب في أماليه " للتسخير ، ومثل للإهانة بقوله : {
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=50كونوا حجارة } قال : والفرق بينهما أن التسخير عبارة عن تكوينهم على جهة التبديل لمن جعلناهم على هذه الصفة ، والإهانة عبارة عن تعجيزهم فيما يقدرون عليه أي : أنتم أحقر من ذلك .
تنبيه وقع في عبارتهما التسخير ، والصواب : ما ذكرناه فإن السخرية الهزء ، كقوله تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=38إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون } ، وأما التسخير فهو نعمة وإكرام كقوله تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=33وسخر لكم الليل والنهار } . الثاني عشر : التكوين كقوله {
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=117كن فيكون } ، وسماه
الغزالي والآمدي : كمال القدرة ، وسماه
القفال nindex.php?page=showalam&ids=11815والشيخ أبو إسحاق وإمام الحرمين : التسخير ، والفرق بينه وبين السخرية :
[ ص: 279 ] أن التكوين سرعة الوجود عن العدم ، وليس فيه انتقال إلى حال ممتهنة ، بخلاف السخرية فإنه لغة : الذل والامتهان . الثالث عشر : التعجيز ، نحو {
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=23فأتوا بسورة من مثله } {
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=34فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين } .
والفرق بينه وبين التسخير أن التسخير نوع من التكوين ، فإذا قيل : كونوا قردة معناه انقلبوا إليها ، والتعجيز إلزامهم بالانقلاب ليظهر عجزهم لا لينقلبوا إلى الحجارة ، ومثله
الصيرفي والقفال بقوله : {
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=50كونوا حجارة أو حديدا } قال : ومعلوم أن المخاطبين ليس في قدرتهم قلب الأعيان ، ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم ممن يخترع ويسخر ، علم أن قوله كونوا كذا ، تعجيز أي : أنكم لو كنتم حجارة أو حديدا لم تمنعوا من جري قضاء الله عليكم ، وكذا جعله
ابن برهان والآمدي من أمثلة التعجيز ، وقال
ابن عطية في تفسيره " عندي في التمثيل به نظر ، وإنما التعجيز حيث يقتضى بالأمر فعل ما لا يقدر عليه المخاطب : كقوله : {
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=168فادرءوا عن أنفسكم الموت } ونحوه ، وأما هذه الآية فمعناها كونوا بالتوهم ، والتقدير كذا وكذا .
الرابع عشر : التسوية بين شيئين نحو {
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=16فاصبروا أو لا تصبروا } هكذا مثلوا به ، وعلى هذا فقوله : {
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=16سواء عليكم } جملة مبينة مؤكدة لقوله : {
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=16فاصبروا أو لا تصبروا } ; لأن الاستواء لما لم يكن بالصريح أردفه مبالغة في الحسرة عليهم ، ويحتمل أن يقال : إن صيغة " افعل " أو لا " تفعل " وحدها لا تقتضي التعجيز ، ولا استعار لها بالتسوية إلا من جهة أن التخيير بين الشيئين
[ ص: 280 ] يقتضي استواءهما فيما خير المخاطب به ، أو يقال : إن صيغة " افعل " وحدها لم تقتض التسوية لكن المجموع المركب من " افعل " أو لا " تفعل " ، فعلى هذا لا يصدق عليه أن المستعمل صيغة الأمر من حيث هي صيغة الأمر ، فلا يصح جعلهم هذا المثال من صيغة " افعل " وعذرهم أن المراد استعمالها حيث يراد التسوية بالكلام الذي هي فيه .
الخامس عشر : الاحتياط ، ذكره
القفال ومثله بقوله صلى الله عليه وسلم : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=62390إذا قام أحدكم من النوم فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثا } بدليل قوله : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=23796فإنه لا يدري أين باتت يده } أي : فلعل يده لاقت نجاسة من بدنه لم يعلمها فليغسلها قبل إدخالها لئلا يفسد الماء . السادس عشر : الدعاء والمسألة ، نحو {
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=89ربنا افتح بيننا وبين قومنا } {
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=147ربنا اغفر لنا } وقد أورد على تسميتهم ذلك في الأولى سؤالا قوله تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=36ولا يسألكم أموالكم } وأجاب
العسكري في الفروق " بأنه يجري مجرى الوقف في الكلام واستعطاف السامع به . ومثل
nindex.php?page=showalam&ids=17032محمد بن نصر المروزي الأمر بمعنى الدعاء كقولك : كن بخير . السابع عشر : الالتماس ، كقولك لنظيرك : افعل . وهذا أخص من إرادة الامتثال الآتي .
[ ص: 281 ] الثامن عشر : التمني . كقولك لشخص تراه : كن فلانا كذا . مثله
ابن فارس ونحوه تمثيل الأصوليين ، كقول
امرئ القيس :
ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي
فالمراد بقوله : انجلي بمعنى الانجلاء لطوله ، ونزلوا ليل المحب لطوله منزلة ما يستحيل انجلاؤه مبالغة ، وإلا فانجلاء الليل غير مستحيل ويجيء من هذا المثال السؤال السابق في التسوية ، فإن المستعمل في التمني هو صيغة الأمر مع صيغة " إلا " لا الصفة وحدها ، فالأحسن مثال
ابن فارس .
التاسع عشر : الاحتقار . قال : {
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=80ألقوا ما أنتم ملقون } يعني أن السحر وإن عظم شأنه ففي مقابلة ما أتى به
موسى عليه السلام حقير . العشرون : الاعتبار والتنبيه ، كقوله تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=185أولم ينظروا في ملكوت السموات والأرض } وقوله {
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=42قل سيروا في الأرض فانظروا } ومثله
العبادي بقوله تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=99انظروا إلى ثمره إذا أثمر } وجعله
الصيرفي من أمثلة تذكير النعم لهم . الحادي والعشرون : التحسير والتلهيف . ذكره
ابن فارس ومثله بقوله تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=119قل موتوا بغيظكم } وقوله تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=108اخسئوا فيها ولا تكلمون } . الثاني والعشرون : التصبير ، كقوله : {
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=40لا تحزن إن الله معنا }
[ ص: 282 ] وقوله تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=17فمهل الكافرين أمهلهم رويدا } وقوله : {
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=83فذرهم يخوضوا ويلعبوا } ذكر هذه الثلاثة الأخيرة
القفال . الثالث والعشرون : الخبر {
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=82فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا } المعنى أنهم سيضحكون ويبكون . ومثله
nindex.php?page=showalam&ids=17032محمد بن نصر المروزي بقوله تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=279فأذنوا بحرب من الله ورسوله } أي : أذنتم بحرب . أي : كنتم أهل حرب ، ومنه على أحد التأويلين : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=10550إذا لم تستح فاصنع ما شئت } . أي : صنعت ما شئت ، وعكسه {
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=233والوالدات يرضعن أولادهن } المعنى لترضعن الوالدات أولادهن . وهكذا أبلغ من عكسه ; لأن الناطق بالخبر مريدا به الأمر كأنه نزل المأمور به منزلة الواقع .
الرابع والعشرون : التحكيم والتفويض ، كقوله : {
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=72فاقض ما أنت قاض } ذكره
إمام الحرمين . وسماه
ابن فارس والعبادي : التسليم ، وسماه
nindex.php?page=showalam&ids=17032ابن نصر المروزي : الاستبسال . قال : أعلموه أنهم قد استعدوا له بالصبر وأنهم غير تاركين لدينهم ، وأنهم يستقلون بما هو فاعل في جنب ما يتوقعونه من ثواب الله . قال : ومنه قول
نوح : {
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=71فأجمعوا أمركم } أخبرهم بهوانهم عليه . الخامس والعشرون : التعجب ، ذكره
الصفي الهندي ، ومثله بقوله تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=50قل كونوا حجارة أو حديدا } وجعله
القفال وغيره من قسم التعجيز . ونقل
العبادي في الطبقات ورود التعجب
[ ص: 283 ] عن
أبي إسحاق الفارسي ، ومثله قوله تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=48انظر كيف ضربوا لك الأمثال } ومثل
ابن فارس والعلم
القرافي للتعجب بقوله تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=38أسمع بهم وأبصر } {
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=26أبصر به وأسمع } وهو أليق . السادس والعشرون : بمعنى التكذيب ، كقوله تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=38قل فأتوا بسورة مثله } : {
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=93قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين } وقوله : {
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=150قل هلم شهداءكم الذين يشهدون } الآية . السابع والعشرون : المشورة ، كقوله تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=102فانظر ماذا ترى } ذكره
العبادي . والفرق بينه وبين المسألة : أن السؤال يحل محل الحاجة إلى ما يسأل ، والمشورة تقع تقوية للعزم . الثامن والعشرون : قرب المنزلة ذكره
الصيرفي ومثله بقوله تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=49ادخلوا الجنة } . التاسع والعشرون : الإهانة ، كقوله : {
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=49ذق إنك أنت العزيز الكريم } {
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=55فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون } وقوله : {
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=64وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد } ذكره
ابن القطان nindex.php?page=showalam&ids=14667والصيرفي . قالا : وليس هذا أمر إباحة لإبليس ، وإنما معناه أن ما يكون مثل ذلك لا يضر عبادي ، كقوله : {
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=42إن عبادي ليس لك عليهم سلطان } وسماه جماعة بالتهكم .
[ ص: 284 ] وضابطه : أن يؤتى بلفظ دال على الخير والكرامة ، والمراد ضده . وفرق جماعة بينه وبين التخيير بأن الإهانة إنما تكون بالقول أو بالفعل أو تركهما دون مجرد الاعتقاد ، والاحتقار إما مختص به ، أو وإن لم يكن كذلك لكنه لا محالة يحصل بمجرد الاعتقاد بدليل أن من اعتقد في شيء أنه لا يعبأ به ولا يلتفت إليه ، يقال : إنه احتقره ، ولا يقال : إنه أهانه ما لم يصدر منه قول أو فعل ينبئ عنه . الثلاثون : التحذير والإخبار عما يئول إليه أمرهم ، كقوله تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=65تمتعوا في داركم ثلاثة أيام } ذكره
الصيرفي . الحادي والعشرون : إرادة الامتثال كقولك عند العطش : اسقني ماء فإنك لا تجد من نفسك عند التلفظ به إلا إرادة السقي أعني طلبه ، فإن فرض ذلك من السيد لعبده تصور أن يكون للوجوب أو الندب مع هذه الزيادة ، وهو إتحاف السيد بغرضه . وذلك غير متصور في حق الله تعالى . الثاني والثلاثون : إرادة الامتثال لأمر آخر ، كقوله صلى الله عليه وسلم : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=46682كن عبد الله المقتول ، ولا تكن عبد الله القاتل } ، فإنه لم يقصد الأمر بأن يقتل ، وإنما القصد به الاستسلام ، وعدم ملابسة الفتن
الثالث والثلاثون : التخيير ، كقوله تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=42فاحكم بينهم أو أعرض عنهم } ذكره
القفال . وفيه ما سبق في التسوية .
الثَّانِي : [
nindex.php?page=treesubj&link=21052الْمُرَادُ بِصِيغَةِ ( افْعَلْ ) ] الْمُرَادُ بِصِيغَةِ " افْعَلْ " لَفْظُهَا وَمَا قَامَ مَقَامَهَا مِنْ اسْمِ الْفِعْلِ كَصَهْ ، وَالْمُضَارِعُ الْمَقْرُونُ بِاللَّامِ ، مِثْلَ " لِيَقُمْ " عَلَى الْخِلَافِ السَّابِقِ فِيهِ . وَصِيَغُ الْأَمْرِ مِنْ الثُّلَاثِيِّ " افْعَلْ " نَحْوَ اسْمَعْ نَحْوَ احْضَرْ ، وَافْعِلْ نَحْوَ اضْرِبْ ، وَمِنْ الرُّبَاعِيِّ فَعْلَلٌّ نَحْوَ قَرْطِسْ ، وَأَفْعِلْ نَحْوَ أَعْلِمْ ، وَفَعِّلْ نَحْوَ عَلِّمْ ، وَفَاعِلْ نَحْوَ نَاظِرْ ، وَمِنْ الْخُمَاسِيِّ تَفَعْلَلْ نَحْوَ تَقَرْطَسْ ، وَتَفَاعَلْ نَحْوَ تَقَاعَسْ ، وَانْفَعِلْ نَحْوَ انْطَلِقْ ، وَافْتَعِلْ نَحْوَ اسْتَمِعْ وَافْعَلْ نَحْوَ احْمَرَّ ، وَمِنْ السُّدَاسِيِّ اسْتَفْعِلْ نَحْوَ اسْتَخْرِجْ ، وَافْعَوْعِلْ نَحْوَ اغْدَوْدِنْ ، وَافْعَالَّ نَحْوَ احْمَارَّ ، وَافْعَنْلِلْ نَحْوَ اقْعَنْسِسْ ، وَافْعَوِّلْ نَحْوَ اعْلَوِّطْ
[ ص: 275 ] وَكَذَلِكَ الْمَصْدَرُ الْمَجْعُولُ جَزَاءَ الشَّرْطِ بِحَرْفِ الْفَاءِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=3فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ } أَيْ : فَحَرِّرُوا ، وَقَوْلُهُ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=4فَضَرْبَ الرِّقَابِ } أَيْ : فَاضْرِبُوا الرِّقَابَ ، وَقَوْلُهُ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=196فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ } أَيْ : فَافْدُوا ، وَقَوْلُهُ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=185فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ } أَيْ : صُومُوا .
قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14958الْقَاضِي الْحُسَيْنُ فِي أَوَّلِ بَابِ الرَّهْنِ مِنْ تَعْلِيقِهِ " . وَإِنَّمَا خَصَّ الْأُصُولِيُّونَ " افْعَلْ " بِالذِّكْرِ لِكَثْرَةِ دَوَرَانِهِ فِي الْكَلَامِ . وَتَرِدُ صِيغَةُ " افْعَلْ " لِنَيِّفٍ وَثَلَاثِينَ مَعْنًى : أَحَدُهَا : الْإِيجَابُ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=43وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ } . الثَّانِي : كَقَوْلِهِ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=33فَكَاتِبُوهُمْ إنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا } وَمَثَّلَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=17032مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ الْمَرْوَزِيِّ فِي كِتَابِ " تَعْظِيمِ قَدْرِ الصَّلَاةِ " بِقَوْلِهِ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=40فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ } وَمَثَّلَهُ
ابْنُ فَارِسٍ بِقَوْلِهِ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=10فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ } وَأَشَارَ
الْمَازِرِيُّ إلَى أَنَّ هَذَا الْقِسْمَ إنَّمَا يَصِحُّ إذَا قُلْنَا : الْمَنْدُوبُ مَأْمُورٌ بِهِ ، وَفِيهِ نَظَرٌ . الثَّالِثُ : الْإِرْشَادُ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=2وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=282وَأَشْهِدُوا إذَا تَبَايَعْتُمْ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=282إذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ } وَسَمَّاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ فِي أَحْكَامِ الْقُرْآنِ " : الرُّشْدَ .
وَمَثَّلَهُ بِقَوْلِهِ {
nindex.php?page=hadith&LINKID=62388سَافِرُوا تَصِحُّوا } وَأَشَارَ إلَى الْفَرْقِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْأَوَّلِ ، فَقَالَ :
[ ص: 276 ] وَفِي كُلِّ حَتْمٍ مِنْ اللَّهِ رُشْدٌ ، فَيَجْتَمِعُ الْحَتْمُ وَالرُّشْدُ . وَسَمَّاهُ
الصَّيْرَفِيُّ : الْحَظَّ ، وَفَرَّقَ
nindex.php?page=showalam&ids=15022الْقَفَّالُ الشَّاشِيُّ وَغَيْرُهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّدْبِ بِأَنَّ الْمَنْدُوبَ مَطْلُوبٌ لِمَنَافِعِ الْآخِرَةِ ، وَالْإِرْشَادُ لِمَنَافِعِ الدُّنْيَا ، وَالْأَوَّلُ فِيهِ الثَّوَابُ ، وَالثَّانِي لَا ثَوَابَ فِيهِ . الرَّابِعُ : التَّأْدِيبُ وَعَبَّرَ عَنْهُ بَعْضُهُمْ بِالْأَدَبِ وَمَثَّلَهُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=237وَلَا تَنْسَوْا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ } قَالَ : وَلَيْسَ فِي الْقُرْآنِ غَيْرُهُ ، وَمَثَّلَهُ
الْقَفَّالُ " بِالْأَمْرِ بِالِاسْتِنْجَاءِ بِالْيَسَارِ " " أَكْلُ الْإِنْسَانِ مِمَّا يَلِيهِ " وَمَثَّلَهُ
ابْنُ الْقَطَّانِ " بِالنَّهْيِ عَنْ التَّعْرِيسِ عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيقِ " وَالْأَكْلُ مِنْ وَسَطِ الْقَصْعَةِ ، وَأَنْ يُقْرَنَ بَيْنَ التَّمْرَتَيْنِ " ، قَالَ : فَيُسَمَّى هَذَا أَدَبًا ، وَهُوَ أَخَصُّ مِنْ النَّدْبِ ، فَإِنَّ التَّأْدِيبَ يَخْتَصُّ بِإِصْلَاحِ الْأَخْلَاقِ وَكُلُّ تَأْدِيبٍ نَدْبٌ مِنْ غَيْرِ عَكْسٍ .
الْخَامِسُ : الْإِبَاحَةُ كَقَوْلِهِ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=51كُلُوا مِنْ الطَّيِّبَاتِ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=3فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنْ النِّسَاءِ } وَأَنْكَرَ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ ذَلِكَ ، وَقَالَ : لَمْ يَثْبُتْ عِنْدِي لُغَةً . وَالتَّمْثِيلُ بِمَا ذَكَرُوهُ إنَّمَا يَتِمُّ إذَا كَانَ الْأَصْلُ فِي الْأَشْيَاءِ الْحَظْرَ . السَّادِسُ : الْوَعْدُ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=30وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ } . السَّابِعُ : الْوَعِيدُ وَيُسَمَّى التَّهْدِيدَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=29فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ [ ص: 277 ] وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ } بِدَلِيلِ قَوْلِهِ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=29إنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا } وَقَوْلِهِ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=40اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ } بِدَلِيلِ قَوْلِهِ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=30فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إلَى النَّارِ } . وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ : التَّهْدِيدُ أَبْلَغُ مِنْ الْوَعِيدِ ، وَمَثَّلَ
nindex.php?page=showalam&ids=17032مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ الْمَرْوَزِيُّ التَّهْدِيدَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=15فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ } وَقَوْلِهِ لِإِبْلِيسَ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=64وَاسْتَفْزِزْ مَنْ اسْتَطَعْتَ } وَمِنْهُ قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {
nindex.php?page=hadith&LINKID=61741مَنْ بَاعَ الْخَمْرَ فَلْيُشَقِّصْ الْخَنَازِيرَ } قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17277وَكِيعٌ : مَعْنَاهُ يَعَضُّهَا .
الثَّامِنُ : الِامْتِنَانُ كَقَوْلِهِ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=172كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ } وَسَمَّاهُ
إمَامُ الْحَرَمَيْنِ الْإِنْعَامَ . وَهُوَ وَإِنْ كَانَ بِمَعْنَى الْإِبَاحَةِ لَكِنَّ الظَّاهِرَ مِنْهُ تَذْكِيرُ النِّعْمَةِ ، وَالْفَرْقُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْإِبَاحَةِ أَنَّ الْإِبَاحَةَ مُجَرَّدُ إذْنٍ وَأَنَّهُ لَا بُدَّ مِنْ اقْتِرَانِ الِامْتِنَانِ بِذِكْرِ احْتِيَاجِ الْخَلْقِ إلَيْهِ ، وَعَدَمِ قُدْرَتِهِمْ عَلَيْهِ ، وَنَحْوِ ذَلِكَ كَالتَّعَرُّضِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ إلَى أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى هُوَ الَّذِي رَزَقَهُ . التَّاسِعُ : الْإِنْذَارُ كَقَوْلِهِ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=30قُلْ تَمَتَّعُوا } {
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=3ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا } وَالْفَرْقُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ التَّهْدِيدِ مِنْ وِجْهَتَيْنِ : أَحَدُهُمَا : الْإِنْذَارُ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ مَقْرُونًا بِالْوَعِيدِ كَالْآيَةِ ، وَالتَّهْدِيدُ لَا يَجِبُ فِيهِ ذَلِكَ بَلْ قَدْ يَكُونُ مَقْرُونًا بِهِ وَقَدْ لَا يَكُونُ . وَثَانِيهِمَا : أَنَّ الْفِعْلَ الْمُهَدَّدَ عَلَيْهِ يَكُونُ ظَاهِرُهُ التَّحْرِيمَ وَالْبُطْلَانَ ، وَفِي الْإِنْذَارِ قَدْ يَكُونُ كَذَلِكَ وَقَدْ لَا يَكُونُ .
[ ص: 278 ] الْعَاشِرُ : الْإِكْرَامُ {
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=46اُدْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ } قَالَ
الْقَفَّالُ : وَمِنْهُ {
nindex.php?page=hadith&LINKID=62389قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي بَكْرٍ : اُثْبُتْ مَكَانَك } . الْحَادِيَ عَشَرَ : السُّخْرِيَةُ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=166كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ } ; لِأَنَّهُ لَا يَصِحُّ الْأَمْرُ إلَّا بِالْمَقْدُورِ عَلَيْهِ ، وَجَعَلَهُ
الصَّيْرَفِيُّ وَابْنُ فَارِسٍ مِنْ أَمْثِلَةِ التَّكْوِينِ . قَالَ
ابْنُ فَارِسٍ : وَهَذَا لَا يَكُونُ إلَّا مِنْ اللَّهِ تَعَالَى ، وَمَثَّلَ بِهَا
nindex.php?page=showalam&ids=12671ابْنُ الْحَاجِبِ فِي أَمَالِيهِ " لِلتَّسْخِيرِ ، وَمَثَّلَ لِلْإِهَانَةِ بِقَوْلِهِ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=50كُونُوا حِجَارَةً } قَالَ : وَالْفَرْقُ بَيْنَهُمَا أَنَّ التَّسْخِيرَ عِبَارَةٌ عَنْ تَكْوِينِهِمْ عَلَى جِهَةِ التَّبْدِيلِ لِمَنْ جَعَلْنَاهُمْ عَلَى هَذِهِ الصِّفَةِ ، وَالْإِهَانَةُ عِبَارَةٌ عَنْ تَعْجِيزِهِمْ فِيمَا يَقْدِرُونَ عَلَيْهِ أَيْ : أَنْتُمْ أَحْقَرُ مِنْ ذَلِكَ .
تَنْبِيهٌ وَقَعَ فِي عِبَارَتِهِمَا التَّسْخِيرُ ، وَالصَّوَابُ : مَا ذَكَرْنَاهُ فَإِنَّ السُّخْرِيَةَ الْهُزْءُ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=38إنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ } ، وَأَمَّا التَّسْخِيرُ فَهُوَ نِعْمَةٌ وَإِكْرَامٌ كَقَوْلِهِ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=33وَسَخَّرَ لَكُمْ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ } . الثَّانِيَ عَشْرَ : التَّكْوِينُ كَقَوْلِهِ {
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=117كُنْ فَيَكُونُ } ، وَسَمَّاهُ
الْغَزَالِيُّ وَالْآمِدِيَّ : كَمَالَ الْقُدْرَةِ ، وَسَمَّاهُ
الْقَفَّالُ nindex.php?page=showalam&ids=11815وَالشَّيْخُ أَبُو إِسْحَاقَ وَإِمَامُ الْحَرَمَيْنِ : التَّسْخِيرَ ، وَالْفَرْقُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ السُّخْرِيَةِ :
[ ص: 279 ] أَنَّ التَّكْوِينَ سُرْعَةُ الْوُجُودِ عَنْ الْعَدَمِ ، وَلَيْسَ فِيهِ انْتِقَالٌ إلَى حَالٍ مُمْتَهَنَةٍ ، بِخِلَافِ السُّخْرِيَةِ فَإِنَّهُ لُغَةً : الذُّلُّ وَالِامْتِهَانُ . الثَّالِثَ عَشَرَ : التَّعْجِيزُ ، نَحْوَ {
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=23فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=34فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إنْ كَانُوا صَادِقِينَ } .
وَالْفَرْقُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ التَّسْخِيرِ أَنَّ التَّسْخِيرَ نَوْعٌ مِنْ التَّكْوِينِ ، فَإِذَا قِيلَ : كُونُوا قِرَدَةً مَعْنَاهُ انْقَلِبُوا إلَيْهَا ، وَالتَّعْجِيزُ إلْزَامُهُمْ بِالِانْقِلَابِ لِيَظْهَرَ عَجْزُهُمْ لَا لِيَنْقَلِبُوا إلَى الْحِجَارَةِ ، وَمَثَّلَهُ
الصَّيْرَفِيُّ وَالْقَفَّالُ بِقَوْلِهِ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=50كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا } قَالَ : وَمَعْلُومٌ أَنَّ الْمُخَاطَبِينَ لَيْسَ فِي قُدْرَتِهِمْ قَلْبُ الْأَعْيَانِ ، وَلَمْ يَكُنْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّنْ يَخْتَرِعُ وَيُسَخِّرُ ، عُلِمَ أَنَّ قَوْلَهُ كُونُوا كَذَا ، تَعْجِيزٌ أَيْ : أَنَّكُمْ لَوْ كُنْتُمْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا لَمْ تُمْنَعُوا مِنْ جَرْيِ قَضَاءِ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ، وَكَذَا جَعَلَهُ
ابْنُ بَرْهَانٍ وَالْآمِدِيَّ مِنْ أَمْثِلَةِ التَّعْجِيزِ ، وَقَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ فِي تَفْسِيرِهِ " عِنْدِي فِي التَّمْثِيلِ بِهِ نَظَرٌ ، وَإِنَّمَا التَّعْجِيزُ حَيْثُ يُقْتَضَى بِالْأَمْرِ فِعْلُ مَا لَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ الْمُخَاطَبُ : كَقَوْلِهِ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=168فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمْ الْمَوْتَ } وَنَحْوِهِ ، وَأَمَّا هَذِهِ الْآيَةُ فَمَعْنَاهَا كُونُوا بِالتَّوَهُّمِ ، وَالتَّقْدِيرُ كَذَا وَكَذَا .
الرَّابِعَ عَشَرَ : التَّسْوِيَةُ بَيْنَ شَيْئَيْنِ نَحْوَ {
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=16فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا } هَكَذَا مَثَّلُوا بِهِ ، وَعَلَى هَذَا فَقَوْلُهُ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=16سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ } جُمْلَةٌ مُبَيِّنَةٌ مُؤَكِّدَةٌ لِقَوْلِهِ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=16فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا } ; لِأَنَّ الِاسْتِوَاءَ لَمَّا لَمْ يَكُنْ بِالصَّرِيحِ أَرْدَفَهُ مُبَالَغَةً فِي الْحَسْرَةِ عَلَيْهِمْ ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُقَالَ : إنَّ صِيغَةَ " افْعَلْ " أَوْ لَا " تَفْعَلْ " وَحْدَهَا لَا تَقْتَضِي التَّعْجِيزَ ، وَلَا اسْتَعَارَ لَهَا بِالتَّسْوِيَةِ إلَّا مِنْ جِهَةِ أَنَّ التَّخْيِيرَ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ
[ ص: 280 ] يَقْتَضِي اسْتِوَاءَهُمَا فِيمَا خُيِّرَ الْمُخَاطَبُ بِهِ ، أَوْ يُقَالُ : إنَّ صِيغَةَ " افْعَلْ " وَحْدَهَا لَمْ تَقْتَضِ التَّسْوِيَةَ لَكِنَّ الْمَجْمُوعَ الْمُرَكَّبَ مِنْ " افْعَلْ " أَوْ لَا " تَفْعَلْ " ، فَعَلَى هَذَا لَا يَصْدُقُ عَلَيْهِ أَنَّ الْمُسْتَعْمَلَ صِيغَةُ الْأَمْرِ مِنْ حَيْثُ هِيَ صِيغَةُ الْأَمْرِ ، فَلَا يَصِحُّ جَعْلُهُمْ هَذَا الْمِثَالَ مِنْ صِيغَةِ " افْعَلْ " وَعُذْرُهُمْ أَنَّ الْمُرَادَ اسْتِعْمَالُهَا حَيْثُ يُرَادُ التَّسْوِيَةُ بِالْكَلَامِ الَّذِي هِيَ فِيهِ .
الْخَامِسَ عَشَرَ : الِاحْتِيَاطُ ، ذَكَرَهُ
الْقَفَّالُ وَمَثَّلَهُ بِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=62390إذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنْ النَّوْمِ فَلَا يَغْمِسْ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ حَتَّى يَغْسِلَهَا ثَلَاثًا } بِدَلِيلِ قَوْلِهِ : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=23796فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ } أَيْ : فَلَعَلَّ يَدَهُ لَاقَتْ نَجَاسَةً مِنْ بَدَنِهِ لَمْ يَعْلَمْهَا فَلْيَغْسِلْهَا قَبْلَ إدْخَالِهَا لِئَلَّا يُفْسِدَ الْمَاءَ . السَّادِسَ عَشَرَ : الدُّعَاءُ وَالْمَسْأَلَةُ ، نَحْوَ {
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=89رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا } {
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=147رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا } وَقَدْ أَوْرَدَ عَلَى تَسْمِيَتِهِمْ ذَلِكَ فِي الْأُولَى سُؤَالًا قَوْله تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=36وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ } وَأَجَابَ
الْعَسْكَرِيُّ فِي الْفُرُوقِ " بِأَنَّهُ يَجْرِي مَجْرَى الْوَقْفِ فِي الْكَلَامِ وَاسْتِعْطَافِ السَّامِعِ بِهِ . وَمَثَّلَ
nindex.php?page=showalam&ids=17032مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ الْمَرْوَزِيِّ الْأَمْرَ بِمَعْنَى الدُّعَاءِ كَقَوْلِك : كُنْ بِخَيْرٍ . السَّابِعَ عَشَرَ : الِالْتِمَاسُ ، كَقَوْلِك لِنَظِيرِك : افْعَلْ . وَهَذَا أَخَصُّ مِنْ إرَادَةِ الِامْتِثَالِ الْآتِي .
[ ص: 281 ] الثَّامِنَ عَشَرَ : التَّمَنِّي . كَقَوْلِك لِشَخْصٍ تَرَاهُ : كُنْ فُلَانًا كَذَا . مَثَّلَهُ
ابْنُ فَارِسٍ وَنَحْوُهُ تَمْثِيلُ الْأُصُولِيِّينَ ، كَقَوْلِ
امْرِئِ الْقَيْسِ :
أَلَا أَيُّهَا اللَّيْلُ الطَّوِيلُ أَلَا انْجَلِي
فَالْمُرَادُ بِقَوْلِهِ : انْجَلِي بِمَعْنَى الِانْجِلَاءِ لِطُولِهِ ، وَنَزَّلُوا لَيْلَ الْمُحِبِّ لِطُولِهِ مَنْزِلَةَ مَا يَسْتَحِيلُ انْجِلَاؤُهُ مُبَالَغَةً ، وَإِلَّا فَانْجِلَاءُ اللَّيْلِ غَيْرُ مُسْتَحِيلٍ وَيَجِيءُ مِنْ هَذَا الْمِثَالِ السُّؤَالُ السَّابِقُ فِي التَّسْوِيَةِ ، فَإِنَّ الْمُسْتَعْمَلَ فِي التَّمَنِّي هُوَ صِيغَةُ الْأَمْرِ مَعَ صِيغَةِ " إلَّا " لَا الصِّفَةُ وَحْدَهَا ، فَالْأَحْسَنُ مِثَالُ
ابْنِ فَارِسٍ .
التَّاسِعَ عَشَرَ : الِاحْتِقَارُ . قَالَ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=80أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ } يَعْنِي أَنَّ السِّحْرَ وَإِنْ عَظُمَ شَأْنُهُ فَفِي مُقَابَلَةِ مَا أَتَى بِهِ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ حَقِيرٌ . الْعِشْرُونَ : الِاعْتِبَارُ وَالتَّنْبِيهُ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=185أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ } وَقَوْلِهِ {
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=42قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا } وَمَثَّلَهُ
الْعَبَّادِيُّ بِقَوْلِهِ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=99اُنْظُرُوا إلَى ثَمَرِهِ إذَا أَثْمَرَ } وَجَعَلَهُ
الصَّيْرَفِيُّ مِنْ أَمْثِلَةِ تَذْكِيرِ النِّعَمِ لَهُمْ . الْحَادِي وَالْعِشْرُونَ : التَّحْسِيرُ وَالتَّلْهِيفُ . ذَكَرَهُ
ابْنُ فَارِسٍ وَمَثَّلَهُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=119قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ } وقَوْله تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=108اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ } . الثَّانِي وَالْعِشْرُونَ : التَّصْبِيرُ ، كَقَوْلِهِ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=40لَا تَحْزَنْ إنَّ اللَّهَ مَعَنَا }
[ ص: 282 ] وقَوْله تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=86&ayano=17فَمَهِّلْ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا } وَقَوْلِهِ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=83فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا } ذَكَرَ هَذِهِ الثَّلَاثَةَ الْأَخِيرَةَ
الْقَفَّالُ . الثَّالِثُ وَالْعِشْرُونَ : الْخَبَرُ {
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=82فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا } الْمَعْنَى أَنَّهُمْ سَيَضْحَكُونَ وَيَبْكُونَ . وَمَثَّلَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=17032مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ الْمَرْوَزِيُّ بِقَوْلِهِ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=279فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ } أَيْ : أُذِنْتُمْ بِحَرْبٍ . أَيْ : كُنْتُمْ أَهْلَ حَرْبٍ ، وَمِنْهُ عَلَى أَحَدِ التَّأْوِيلَيْنِ : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=10550إذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْت } . أَيْ : صَنَعْت مَا شِئْت ، وَعَكْسُهُ {
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=233وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ } الْمَعْنَى لِتُرْضِعْنَ الْوَالِدَاتُ أَوْلَادَهُنَّ . وَهَكَذَا أَبْلَغُ مِنْ عَكْسِهِ ; لِأَنَّ النَّاطِقَ بِالْخَبَرِ مُرِيدًا بِهِ الْأَمْرَ كَأَنَّهُ نَزَّلَ الْمَأْمُورَ بِهِ مَنْزِلَةَ الْوَاقِعِ .
الرَّابِعُ وَالْعِشْرُونَ : التَّحْكِيمُ وَالتَّفْوِيضُ ، كَقَوْلِهِ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=72فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ } ذَكَرَهُ
إمَامُ الْحَرَمَيْنِ . وَسَمَّاهُ
ابْنُ فَارِسٍ وَالْعَبَّادِيُّ : التَّسْلِيمَ ، وَسَمَّاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=17032ابْنُ نَصْرٍ الْمَرْوَزِيِّ : الِاسْتِبْسَالَ . قَالَ : أَعْلَمُوهُ أَنَّهُمْ قَدْ اسْتَعَدُّوا لَهُ بِالصَّبْرِ وَأَنَّهُمْ غَيْرُ تَارِكِينَ لِدِينِهِمْ ، وَأَنَّهُمْ يَسْتَقِلُّونَ بِمَا هُوَ فَاعِلٌ فِي جَنْبِ مَا يَتَوَقَّعُونَهُ مِنْ ثَوَابِ اللَّهِ . قَالَ : وَمِنْهُ قَوْلُ
نُوحٍ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=71فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ } أَخْبَرَهُمْ بِهَوَانِهِمْ عَلَيْهِ . الْخَامِسُ وَالْعِشْرُونَ : التَّعَجُّبُ ، ذَكَرَهُ
الصَّفِيُّ الْهِنْدِيُّ ، وَمَثَّلَهُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=50قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا } وَجَعَلَهُ
الْقَفَّالُ وَغَيْرُهُ مِنْ قِسْمِ التَّعْجِيزِ . وَنَقَلَ
الْعَبَّادِيُّ فِي الطَّبَقَاتِ وُرُودَ التَّعَجُّبِ
[ ص: 283 ] عَنْ
أَبِي إِسْحَاقَ الْفَارِسِيِّ ، وَمَثَّلَهُ قَوْله تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=48اُنْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَك الْأَمْثَالَ } وَمَثَّلَ
ابْنُ فَارِسٍ وَالْعَلَمُ
الْقَرَافِيُّ لِلتَّعَجُّبِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=38أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=26أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ } وَهُوَ أَلْيَقُ . السَّادِسُ وَالْعِشْرُونَ : بِمَعْنَى التَّكْذِيبِ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=38قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ } : {
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=93قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } وَقَوْلِهِ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=150قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمْ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ } الْآيَةَ . السَّابِعُ وَالْعِشْرُونَ : الْمَشُورَةُ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=102فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى } ذَكَرَهُ
الْعَبَّادِيُّ . وَالْفَرْقُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمَسْأَلَةِ : أَنَّ السُّؤَالَ يَحِلُّ مَحَلَّ الْحَاجَةِ إلَى مَا يُسْأَلُ ، وَالْمَشُورَةُ تَقَعُ تَقْوِيَةً لِلْعَزْمِ . الثَّامِنُ وَالْعِشْرُونَ : قُرْبُ الْمَنْزِلَةِ ذَكَرَهُ
الصَّيْرَفِيُّ وَمَثَّلَهُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=49اُدْخُلُوا الْجَنَّةَ } . التَّاسِعُ وَالْعِشْرُونَ : الْإِهَانَةُ ، كَقَوْلِهِ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=49ذُقْ إنَّك أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=55فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ } وَقَوْلِهِ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=64وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِك وَرَجِلِك وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ } ذَكَرَهُ
ابْنُ الْقَطَّانِ nindex.php?page=showalam&ids=14667وَالصَّيْرَفِيُّ . قَالَا : وَلَيْسَ هَذَا أَمْرَ إبَاحَةٍ لِإِبْلِيسَ ، وَإِنَّمَا مَعْنَاهُ أَنَّ مَا يَكُونُ مِثْلَ ذَلِكَ لَا يَضُرُّ عِبَادِي ، كَقَوْلِهِ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=42إنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَك عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ } وَسَمَّاهُ جَمَاعَةٌ بِالتَّهَكُّمِ .
[ ص: 284 ] وَضَابِطُهُ : أَنْ يُؤْتَى بِلَفْظٍ دَالٍّ عَلَى الْخَيْرِ وَالْكَرَامَةِ ، وَالْمُرَادُ ضِدُّهُ . وَفَرَّقَ جَمَاعَةٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ التَّخْيِيرِ بِأَنَّ الْإِهَانَةَ إنَّمَا تَكُونُ بِالْقَوْلِ أَوْ بِالْفِعْلِ أَوْ تَرْكِهِمَا دُونَ مُجَرَّدِ الِاعْتِقَادِ ، وَالِاحْتِقَارُ إمَّا مُخْتَصٌّ بِهِ ، أَوْ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ لَكِنَّهُ لَا مَحَالَةَ يَحْصُلُ بِمُجَرَّدِ الِاعْتِقَادِ بِدَلِيلِ أَنَّ مَنْ اعْتَقَدَ فِي شَيْءٍ أَنَّهُ لَا يَعْبَأُ بِهِ وَلَا يَلْتَفِتُ إلَيْهِ ، يُقَالُ : إنَّهُ احْتَقَرَهُ ، وَلَا يُقَالُ : إنَّهُ أَهَانَهُ مَا لَمْ يَصْدُرْ مِنْهُ قَوْلٌ أَوْ فِعْلٌ يُنْبِئُ عَنْهُ . الثَّلَاثُونَ : التَّحْذِيرُ وَالْإِخْبَارُ عَمَّا يَئُولُ إلَيْهِ أَمْرُهُمْ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=65تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ } ذَكَرَهُ
الصَّيْرَفِيُّ . الْحَادِي وَالْعِشْرُونَ : إرَادَةُ الِامْتِثَالِ كَقَوْلِك عِنْدَ الْعَطَشِ : اسْقِنِي مَاءً فَإِنَّك لَا تَجِدُ مِنْ نَفْسِك عِنْدَ التَّلَفُّظِ بِهِ إلَّا إرَادَةَ السَّقْيِ أَعْنِي طَلَبَهُ ، فَإِنْ فُرِضَ ذَلِكَ مِنْ السَّيِّدِ لِعَبْدِهِ تُصُوِّرَ أَنْ يَكُونَ لِلْوُجُوبِ أَوْ النَّدْبِ مَعَ هَذِهِ الزِّيَادَةِ ، وَهُوَ إتْحَافُ السَّيِّدِ بِغَرَضِهِ . وَذَلِكَ غَيْرُ مُتَصَوَّرٍ فِي حَقِّ اللَّهِ تَعَالَى . الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ : إرَادَةُ الِامْتِثَالِ لِأَمْرٍ آخَرَ ، كَقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=46682كُنْ عَبْدَ اللَّهِ الْمَقْتُولَ ، وَلَا تَكُنْ عَبْدَ اللَّهِ الْقَاتِلَ } ، فَإِنَّهُ لَمْ يَقْصِدْ الْأَمْرَ بِأَنْ يَقْتُلَ ، وَإِنَّمَا الْقَصْدُ بِهِ الِاسْتِسْلَامُ ، وَعَدَمُ مُلَابَسَةِ الْفِتَنِ
الثَّالِثُ وَالثَّلَاثُونَ : التَّخْيِيرُ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=42فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ } ذَكَرَهُ
الْقَفَّالُ . وَفِيهِ مَا سَبَقَ فِي التَّسْوِيَةِ .