[
nindex.php?page=treesubj&link=21375معنى العصمة ] ثم القائلون بالعصمة ، اختلفوا في معناها ، فقيل المعصوم من لا يمكنه الإتيان بالمعاصي . وقيل : يمكنه ثم الأولون اختلفوا ، فقيل : إنه يختص في نفسه أو بدنه بخاصية ، تقتضي امتناع إقدامه عليها ، وقيل : هو مساو لغيره في خواص بدنه ، ولكن فسر العصمة بالقدرة على الطاعة ، وعدم القدرة على المعصية ، وهو قول
الأشعري حكاه في " المحصول " . واحتج بعضهم لإمكان الوقوع مع أن الله منعهم منها بألطافه بهم من صرف دواعيهم عنها بما يلهمهم إياه من ترغيب أو ترهيب أو كمال معرفة ونحوه بقوله تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=15قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم } ، وقال
التلمساني : المعني بالعصمة عند
الأشعرية تهيئة العبد للموافقة مطلقا ، وذلك يرجع إلى خلق القدرة على كل طاعة أمروا بها ، والقدرة تقارن وقوع المقدور ، كما قالوا : إن التوفيق خلق القدرة على الطاعة ، فإذن العصمة توفيق عام ، وردت
المعتزلة العصمة إلى خلق ألطاف
[ ص: 18 ] تقرب فعل الطاعة ، ولم يردوها إلى القدرة ; لأن القدرة عندهم على الشيء حاصلة لضده . قال
nindex.php?page=showalam&ids=11939القاضي أبو بكر : ولا تطلق العصمة في غير الأنبياء والملائكة على وجه التعظيم لهم في التحمل بما يؤدونه عن الله تعالى . قلت : ووقع في كلام
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي في " الرسالة " : وأسأله العصمة .
[
nindex.php?page=treesubj&link=21375مَعْنَى الْعِصْمَةِ ] ثُمَّ الْقَائِلُونَ بِالْعِصْمَةِ ، اخْتَلَفُوا فِي مَعْنَاهَا ، فَقِيلَ الْمَعْصُومُ مَنْ لَا يُمْكِنُهُ الْإِتْيَانُ بِالْمَعَاصِي . وَقِيلَ : يُمْكِنُهُ ثُمَّ الْأَوَّلُونَ اخْتَلَفُوا ، فَقِيلَ : إنَّهُ يَخْتَصُّ فِي نَفْسِهِ أَوْ بَدَنِهِ بِخَاصِّيَّةٍ ، تَقْتَضِي امْتِنَاعَ إقْدَامِهِ عَلَيْهَا ، وَقِيلَ : هُوَ مُسَاوٍ لِغَيْرِهِ فِي خَوَاصِّ بَدَنِهِ ، وَلَكِنْ فَسَّرَ الْعِصْمَةَ بِالْقُدْرَةِ عَلَى الطَّاعَةِ ، وَعَدَمِ الْقُدْرَةِ عَلَى الْمَعْصِيَةِ ، وَهُوَ قَوْلُ
الْأَشْعَرِيِّ حَكَاهُ فِي " الْمَحْصُولِ " . وَاحْتَجَّ بَعْضُهُمْ لِإِمْكَانِ الْوُقُوعِ مَعَ أَنَّ اللَّهَ مَنَعَهُمْ مِنْهَا بِأَلْطَافِهِ بِهِمْ مِنْ صَرْفِ دَوَاعِيهِمْ عَنْهَا بِمَا يُلْهِمُهُمْ إيَّاهُ مِنْ تَرْغِيبٍ أَوْ تَرْهِيبٍ أَوْ كَمَالِ مَعْرِفَةٍ وَنَحْوِهِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=15قُلْ إنِّي أَخَافُ إنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ } ، وَقَالَ
التِّلِمْسَانِيُّ : الْمَعْنِيُّ بِالْعِصْمَةِ عِنْدَ
الْأَشْعَرِيَّةِ تَهْيِئَةُ الْعَبْدِ لِلْمُوَافَقَةِ مُطْلَقًا ، وَذَلِكَ يَرْجِعُ إلَى خَلْقِ الْقُدْرَةِ عَلَى كُلِّ طَاعَةٍ أُمِرُوا بِهَا ، وَالْقُدْرَةُ تُقَارِنُ وُقُوعَ الْمَقْدُورِ ، كَمَا قَالُوا : إنَّ التَّوْفِيقَ خَلْقُ الْقُدْرَةِ عَلَى الطَّاعَةِ ، فَإِذَنْ الْعِصْمَةُ تَوْفِيقٌ عَامٌّ ، وَرَدَّتْ
الْمُعْتَزِلَةُ الْعِصْمَةَ إلَى خَلْقِ أَلْطَافٍ
[ ص: 18 ] تُقَرِّبُ فِعْلَ الطَّاعَةِ ، وَلَمْ يَرُدُّوهَا إلَى الْقُدْرَةِ ; لِأَنَّ الْقُدْرَةَ عِنْدَهُمْ عَلَى الشَّيْءِ حَاصِلَةٌ لِضِدِّهِ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11939الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ : وَلَا تُطْلَقُ الْعِصْمَةُ فِي غَيْرِ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمَلَائِكَةِ عَلَى وَجْهِ التَّعْظِيمِ لَهُمْ فِي التَّحَمُّلِ بِمَا يُؤَدُّونَهُ عَنْ اللَّهِ تَعَالَى . قُلْت : وَوَقَعَ فِي كَلَامِ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيِّ فِي " الرِّسَالَةِ " : وَأَسْأَلُهُ الْعِصْمَةَ .