وإذا قلد صلاة العيد في عام جاز مع إطلاق ولايته أن يصليها في كل عام ما لم يصرف . وإذا قلد صلاة الكسوف والاستسقاء في عام لم يكن له مع إطلاق ولايته أن يصليها في غيره إلا أن يقلد لأن صلاة العيد راتبة وصلاة [ ص: 134 ] الخسوف والاستسقاء عارضة وإذا مطروا وهم في صلاة الاستسقاء أتموها وخطب بعدها شكرا ، ولو مطروا قبل الدخول فيها لم يصلوا وشكروا الله تعالى بغير خطبة ، وكذلك في الخسوف إذا انجلى ، ولو اقتصر في الاستسقاء على الدعاء أجزأ . وروى أبو مسلم عن أنس بن مالك : { أن أعرابيا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له يا رسول الله لقد أتيناك وما لنا بعير يئط ولا صبي يصطبح ثم أنشده .
أتيناك والعذراء يدمى لبانها وقد شغلت أم الصبي عن الطفل وألقى بكفيه الصبي استكانة
من الجوع ضعفا لا يمر ولا يحلي ولا شيء مما يأكل الناس عندنا
سوى الحنظل العامي والعلهز الغسل وليس لنا إلا إليك فرارنا
وأين فرار الناس إلا إلى الرسل
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل
يلوذ به الهلاك من آل هاشم فهم عنده في نعمة وفواضل
[ ص: 135 ] كذبتم وبيت الله نبزي محمدا ولما نقاتل دونه ونناضل
ونسلمه حتى نصرع حوله ونذهل عن أبنائنا والحلائل
لك الحمد والحمد ممن شكر سقينا بوجه النبي المطر
دعا الله خالقه دعوة وأشخص معها إليه البصر
فلم يك إلا كإلقاء الرداء وأسرع حتى رأينا المطر
دفاق العزالي جم البعاق أغاث به الله عليا مضر
وكان كما قاله عمه أبو طالب أبيض ذا غرر
به الله أرسل صوب الغمام وهذا العيان وذاك الخبر


