المبحث الرابع: حكم الإيصاء

وفيه مطالب:

المطلب الأول: nindex.php?page=treesubj&link=27622حكم الإيصاء بالنسبة للموصي

الإيصاء بالنسبة للموصي يكون واجبا عليه إذا كان برد المظالم، وقضاء الديون المجهولة، أو التي يعجز عنها في الحال; لأن أداءها واجب، والإيصاء هو الوسيلة لأدائه، فيكون واجبا مثله.

وكذلك الإيصاء على الأولاد الصغار ومن في حكمهم إذا خيف عليهم الضياع; لأن في هذا الإيصاء صيانة لهم من الضياع، وصيانة الصغار من الضياع واجبة بلا خلاف:

(263) لما رواه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16258طلحة بن مصرف، عن خيثمة، قال: كنا جلوسا مع nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو، إذ جاءه قهرمان له فدخل، فقال: أعطيت الرقيق قوتهم؟ قال: لا، قال: فانطلق فأعطهم، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: nindex.php?page=hadith&LINKID=658670«كفى بالمرء إثما أن يحبس عمن يملك قوته».

أما الإيصاء بقضاء الدين المعلوم، ورد المظالم المعلومة، وتنفيذ [ ص: 15 ] الوصايا إن كانت، والنظر في أمر الأولاد الصغار ومن في حكمهم الذين لا يخشى عليهم الضياع، فهو سنة أو مستحب باتفاق الفقهاء؛ تأسيا بالسلف الصالح في ذلك، حيث كان يوصي بعضهم إلى بعض.

* * *

الْمَبْحَثُ الرَّابِعُ: حُكْمُ الْإِيصَاءِ

وَفِيهِ مَطَالِبُ:

الْمَطْلَبُ الْأَوَّلُ: nindex.php?page=treesubj&link=27622حُكْمُ الْإِيصَاءِ بِالنِّسْبَةِ لِلْمُوصِي

الْإِيصَاءُ بِالنِّسْبَةِ لِلْمُوصِي يَكُونُ وَاجِبًا عَلَيْهِ إِذَا كَانَ بِرَدِّ الْمَظَالِمِ، وَقَضَاءِ الدُّيُونِ الْمَجْهُولَةِ، أَوِ الَّتِي يُعْجَزُ عَنْهَا فِي الْحَالِ; لِأَنَّ أَدَاءَهَا وَاجِبٌ، وَالْإِيصَاءُ هُوَ الْوَسِيلَةُ لِأَدَائِهِ، فَيَكُونُ وَاجِبًا مِثْلَهُ.

وَكَذَلِكَ الْإِيصَاءُ عَلَى الْأَوْلَادِ الصِّغَارِ وَمَنْ فِي حُكْمِهِمْ إِذَا خِيفَ عَلَيْهِمُ الضَّيَاعُ; لِأَنَّ فِي هَذَا الْإِيصَاءِ صِيَانَةً لَهُمْ مِنَ الضَّيَاعِ، وَصِيَانَةُ الصِّغَارِ مِنَ الضَّيَاعِ وَاجِبَةٌ بِلَا خِلَافٍ:

(263) لِمَا رَوَاهُ nindex.php?page=showalam&ids=17080مُسْلِمٌ مِنْ طَرِيقِ nindex.php?page=showalam&ids=16258طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ خَيْثَمَةَ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ nindex.php?page=showalam&ids=13عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، إِذْ جَاءَهُ قَهْرَمَانٌ لَهُ فَدَخَلَ، فَقَالَ: أَعْطَيْتَ الرَّقِيقَ قُوتَهُمْ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَانْطَلِقْ فَأَعْطِهِمْ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: nindex.php?page=hadith&LINKID=658670«كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يَحْبِسَ عَمَّنْ يَمْلِكُ قُوتَهُ».

أَمَّا الْإِيصَاءُ بِقَضَاءِ الدَّيْنِ الْمَعْلُومِ، وَرَدِّ الْمَظَالِمِ الْمَعْلُومَةِ، وَتَنْفِيذِ [ ص: 15 ] الْوَصَايَا إِنْ كَانَتْ، وَالنَّظَرِ فِي أَمْرِ الْأَوْلَادِ الصِّغَارِ وَمَنْ فِي حُكْمِهِمُ الَّذِينَ لَا يُخْشَى عَلَيْهِمُ الضَّيَاعُ، فَهُوَ سُنَّةٌ أَوْ مُسْتَحَبٌّ بِاتِّفَاقِ الْفُقَهَاءِ؛ تَأَسِّيًا بِالسَّلَفِ الصَّالِحِ فِي ذَلِكَ، حَيْثُ كَانَ يُوصِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ.

* * *